هذه الصور قديمة وليست لترحيل مهاجرين من الولايات المتحدة إلى ليبيا

نشرت وسائل إعلام أميركية في الأيام الماضية تقارير عن نيّة الولايات المتحدة ترحيل مهاجرين إلى ليبيا، ما نفته السلطات في طرابلس وبنغازي. في هذا السياق، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي صوراً زعم ناشروها أنّها لنقل المهاجرين إلى مدينة مصراته في شمال غرب ليبيا. إلا أنّ هذه الصور في الحقيقة قديمة. 

تتضمّن المنشورات صوراً لمعتقلين يتوجّهون نحو طائرات عسكريّة. وجاء في التعليقات المرافقة "وزارة الدفاع الأميركية تنشر صوراً لعمليّة نقل مهاجرين إلى مصراته ليبيا". 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 أيّار/مايو 2025 عن موقع فيسبوك

ويأتي انتشار هذه الصور  بعد أن  ذكرت شبكة "سي إن إن" في الأوّل من أيار/مايو الحاليّ أنّ "إدارة ترامب تناقش مع ليبيا ورواندا إمكانية إرسال مهاجرين لديهم سجلات إجرامية في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات". 

وفي الأسبوع نفسه، كان أحد أبناء المشير حفتر، الجنرال صدّام حفتر، في واشنطن. 

وقد نفت حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها في السابع أيّار/مايو أيّ اتفاق مع واشنطن لاستقبال مهاجرين تعتزم الولايات المتّحدة ترحيلهم.

وكذلك، نفت وزارة الخارجية في السلطة الموازية في بنغازي في بيان "وجود أيّ اتفاق أو تفاهم بشأن توطين المهاجرين بغض النظر عن جنسياتهم، أفريقية أو أوروبية أو أميركية أو غيرها". 

ومنذ سقوط نظام معمّر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر. 

وقد أصدر قاضٍ فدرالي أميركي في 7 أيّار/مايو الحاليّ قراراً منع بموجبه مؤقتاً ترحيل مهاجرين آسيويين إلى ليبيا. 

وأصدر القاضي قراره هذا بناء على التماس عاجل قدّمه محامون عن مهاجرين قالوا إن موكليهم معرّضون لخطر الترحيل "الوشيك" إلى ليبيا، "وهي دولة معروفة بانتهاكاتها لحقوق الإنسان"، وبخاصة ضدّ المهاجرين.

حقيقة الصور 

إلا أنّ الصور المتداولة لا علاقة لها بليبيا. 

فالصورة الأولى وزّعتها وكالة رويترز في 23 كانون الثاني/يناير 2025، قبل أشهر على تداول التقارير حول إمكان ترحيل مهاجرين إلى ليبيا.

وتظهر الصورة مهاجرين محتجزين يصعدون نحو طائرة عسكريّة أميركيّة في تكساس. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 أيّار/مايو 2025 عن موقع رويترز

أمّا الصورتان الثانية والثالثة فقد نشرتهما المتحدّثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عبر حسابها الرسميّ في موقع أكس بتاريخ 24 كانون الثاني/يناير 2025. (أرشيف)

وأرفقت الصورتين بتعليق يشير إلى أنّهما تظهران عمليّات ترحيل لمهاجرين غير شرعيين. 

تضمّنت بعض المنشورات صورة إضافيّة ملتقطة ليلاً، لا علاقة لها هي الأخرى بمزاعم ترحيل مهاجرين إلى ليبيا. 

وتعود الصورة في الحقيقة لتسليم الجيش الأميركي أحد أفراد العصابات في مطار السلفادور الدولي بتاريخ 12 نيسان/أبريل 2025 وقد وزّعتها وكالة رويترز. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 أيّار/مايو 2025 عن موقع رويترز

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا