هذا الفيديو يصوّر ترحيل مهاجرين من الولايات المتحدة إلى بنما ولم تذكر فيه ليبيا

نفت حكومة الوحدة الوطنية التي تتّخذ من العاصمة الليبية طرابلس مقراً لها، ما تردّد على وسائل إعلام دوليّة عن اتفاق مع واشنطن لاستقبال مهاجرين تعتزم الولايات المتّحدة ترحيلهم. ومنذ أيام، تغصّ صفحات مواصل التواصل الاجتماعي، لا سيّما الليبيّة منها بصور ومقاطع فيديو يزعم ناشروها أنّها لمهاجرين رُحّلوا إلى ليبيا أخيراً، على غرار هذا الفيديو الذي قيل إنه يصوّر مهاجراً "تفاجأ بترحيله إلى شمال إفريقيا بدلاً من بنما". لكنّ الترجمة لما جاء على لسان الشخص الظاهر في الفيديو باللغة الاسبانيّة غير صحيحة.

يصوّر الفيديو شابّة تقول إنها لا تعرف أين سيقتادونها ثمّ يظهر رجل يتحدّث بالإسبانيّة، وأرفق الفيديو بترجمة مزعومة لكلامه جاء فيها "كنّا سنتوجه إلى بنما ثم تفاجئنا بترحيلنا إلى شمال إفريقيا". ويضيفون أنهّ ذكر اسماً قريباً من مدينة مصراتة الليبية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 8 أيار/مايو 2025 عن موقع فيسبوك

حصد الفيديو مشاركات واسعة لا سيّما على صفحات ليبيّة، وتزامن نشره مع نفي حكومة الوحدة الوطنية التي تتخذ من طرابلس مقراً لها ، في السابع من أيار/مايو أيّ اتفاق مع واشنطن لاستقبال مهاجرين تعتزم الولايات المتّحدة ترحيلهم، مؤكدة من جديد "رفضها" أيّ توطين دائم للمهاجرين في ليبيا.

ليبيا تنفي إبرام اتفاق لنقل مهاجرين من الولايات المتحدة إلى أراضيها

وجاء النفي الليبيّ ردّاً على وسائل إعلام أميركية، من بينها شبكة "سي إن إن"، تحدّثت عن ترحيل وشيك لمهاجرين من الولايات المتحدة إلى دول ثالثة بينها ليبيا.

وردّت حكومة الدبيبة في بيان مؤكدة "بشكل قاطع عدم وجود أيّ اتفاق أو تنسيق لاستقبال" هؤلاء المهاجرين. وبالنسبة للسلطة التنفيذية في طرابلس، فإنّ "كيانات موازية غير خاضعة للشرعية قد تتورط في اتفاقيات لا تمثّل الدولة الليبية ولا تلزمها قانونياً أو سياسياً".

وفي أوائل شهر أيار/مايو، ذكرت شبكة "سي إن إن" أنّ "إدارة ترامب تناقش مع ليبيا وروندا إمكانية إرسال مهاجرين لديهم سجلات إجرامية في الولايات المتحدة إلى هذين البلدين، وفقًا لأشخاص مطلعين على المناقشات".

وفي الأسبوع نفسه، كان أحد أبناء المشير حفتر، الجنرال صدّام حفتر، في واشنطن.

ومن جهة أخرى، نفت وزارة الخارجية في السلطة الموازية في بنغازي في بيان الأربعاء "وجود أيّ اتفاق أو تفاهم بشأن توطين المهاجرين بغض النظر عن جنسياتهم، أفريقية أو أوروبية أو أميركية أو غيرها".

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.

ترجمة خاطئة

إلا أنّ المقطع المتداول لم تذكر فيه ليبيا كما زعمت المنشورات. 

ويظهر التفتيش عن الفيديو أنّه مقتطع من تقرير نشرته  قناة NBC News الأميركيّة في التاسع من آذار/مارس 2025 عن مهاجرين رحّلوا من الولايات المتحدة إلى بنما آنذاك. (أرشيف)

وقد عمد مروّجوا الفيديو في السياق المضلّل إلى إضافة ترجمة غير صحيحة لما قيل فيه.

فالرجل الذي يظهر في الجزء الثاني من التقرير لم يذكر مدينة يشبه اسمها مصراتة  الليبيّة بل كان فيقول بالاسبانية: "no tenemos plata no podemos hacer nada" ما معناه  "ليس لدينا المال، لا يمكننا فعل أي شيء".

تصحيح خطأ طباعي في العنوان
8 مايو 2025 تصحيح خطأ طباعي في العنوان

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا