هذا الفيديو ليس لآثار القصف الأميركي على اليمن بل لاستهداف الحوثيين منشأة نفطيّة سعوديّة عام 2022

يُظهر الفيديو انفجاراً ضخماً تخرج منه كتلة نارٍ هائلة ليلاً. وجاء في التعليق المرافق "الحديدة الآن استمرار قصف مخازن أسلحة". 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 19 آذار/مارس 2025 عن موقع فيسبوك

بدأ انتشار الفيديو خلال الأيام الماضية تزامناً مع غارات شنّتها الولايات المتّحدة على مواقع للمتمرّدين الحوثيين في اليمن. 

ومنذ نهاية الأسبوع الفائت تشنّ واشنطن حملة جوية ضدّهم أسفرت السبت عن مقتل 53 شخصاً وإصابة 98 آخرين، وفق المتمردين الذين قالوا إنهم ردّوا باستهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر مرات عدة.

وقال الأميركيون إن تحركهم العسكري يهدف إلى وقف تهديدات الحوثيين لحركة الملاحة في البحر الأحمر، بعدما أعلنوا استئناف حملتهم التي استمرت طوال مدة الحرب في غزة وتوقفت مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير.

وليل الثلاثاء، أفادت وسائل إعلام حوثية وشهود بتعرّض مناطق يمنية عدة خاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران لضربات أميركية جديدة.

وأتى هذا القصف بعيد إطلاق الحوثيين صاروخاً باتجاه إسرائيل اعترضته بنجاح دفاعاتها الجوية قبل أن يدخل أجواءها، بحسب الجيش. 

حقيقة الفيديو

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بكلّ ذلك. 

فقد أرشد البحث باستخدام لقطات من الفيديو إلى المشهد نفسه منشوراً قبل سنتين في مواقع إخباريّة عدّة. (أرشيف 1-2-3)

وجاء في التعليقات المرافقة له أنّه يعود لاستهداف الحوثيين منشآت نفطيّة تابعة لشركة أرامكو السعوديّة في جدة عام 2022. 

وقد بثّت وسائل إعلام عربيّة مشاهد مباشرة للحريق. (أرشيف)

وفي 25 آذار/مارس 2025، تبنى المتمردون الحوثيون سلسلة هجمات على السعودية تسبب أحدها باندلاع حريق هائل في منشأة نفطية لشركة أرامكو في مدينة جدة. 

واستهدف أحد هذه الهجمات مصفاة تابعة لأرامكو في منطقة ينبع على البحر الأحمر، الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من جدة.

ووزّعت وكالة فرانس برس مشاهد تظهر تصاعد دخان أسود كثيف من الموقع في جدة.

وقادت السعودية تحالفاً عسكرياً في اليمن دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بوجه الحوثيين القريبين من إيران، في نزاعٍ دامٍ بدأ عام 2014.

وتوقفت المواجهات إلى حد كبير في اليمن منذ إعلان وقف لإطلاق النار في عام 2022، لكن عملية السلام توقفت في ظلّ هجمات الحوثيين على إسرائيل وخطوط الشحن المرتبطة بالدولة العبرية.