هذا الفيديو لا علاقة له بسجن صيدنايا بل هو مصوّر في تحصين عسكري قديم في بريطانيا

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر أقبية لم يُكشف عنها من قبل في سجن صيدنايا السيّء السُمعة الواقع قرب دمشق، والذي خرج منه آلاف المعتقلين ليلة سقوط حُكم عائلة الأسد في سوريا. لكن هذا الادّعاء غير صحيح، فالفيديو يصوّر في الحقيقة مقرّاً عسكرياً محصّناً تحت الأرض في بريطانيا يعود لزمن الحرب العالمية الثانية.

يظهر في الفيديو سلالم تؤدي إلى ما يبدو أنها أنفاق وأقبية تحت الأرض.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو مصوّر في سجن صيدنايا، الذي أثارت المشاهد الواردة منه إثر سقوط بشّار الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الماضي، صدمة واسعة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 آذار/مارس 2025 من موقع فيسبوك

وكان سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا، مخصصاً أساساً للسجناء السياسيين. وشهد عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسرياً، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم. 

وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري" نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وبعيد دخول دمشق عقب هجوم مباغت أسقط حُكم الأسد، سارعت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام الى فتح أبواب السجون وبينها صيدنايا. وأعلنت إخراج الآلاف من الزنزانات في مناطق سورية عدة. وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.

ومن ذلك الحين، تنتشر على مواقع التواصل صور ومشاهد يُقال إنّها من السجن، من بينها منشورات غير صحيحة أو تنطوي على مبالغات كبيرة بهدف جذب التفاعلات.

حقيقة الفيديو

وهذا الفيديو المتداول أيضاً لا علاقة له بسجن صيدنايا المروّع.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه على محرّكات البحث يُرشد إلى الفيديو نفسه وإلى فيديوهات مشابهة منشورة قبل سنوات على منصّات تُعنى باستكشاف الأماكن الغريبة أو المهجورة. (أرشيف 1-2).

وتُصوّر هذه المقاطع، وفقاً لناشريها، مركزاً عسكرياً محصّناً تحت الأرض يعود لزمن الحرب العالمية الثانية، في منطقة دوفر شرق إنكلترا، وتحديداً قرب منارة ساوث فورلاند.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة من الصفحة الناشرة للفيديو الأصلي على موقع فيسبوك

ويمكن العثور على صور لهذا المقرّ العسكريّ على موقع خرائط غوغل.

وسبق أن ظهرت ادّعاءات مضلّلة كثيرة عن سجن صيدنايا، منها ما ينطوي على مبالغات، ومنها في المقابل ما ينطوي على إنكار لما جرى فيه. وقد فنّدت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس عدداً منها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا