هذا الفيديو لا يُظهر اختلاق قصّة حول سجن صيدنايا بل هو مشهد هزليّ مصوّر في بغداد

بعد أيام على سقوط حُكم الرئيس السوري السابق بشّار الأسد، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو قيل إنّه يُظهر شابا يدعي أنه تعرض للتعذيب في سجن صيدنايا "لاستجداء الإعلام الغربي". لكن هذا الادّعاء غير صحيح، وهذه المشاهد تعود لفيديو هزلي صُور في العاصمة العراقية بغداد.

يظهر في الفيديو شابان يساعدان آخر على المشي قبل أن ينتبه أحدهم إلى أنه يمشي على رجله المصابة، فيحذره بضربه على رأسه.

وقال الناشرون الذين اعتبروا المشهد مجرّد تمثيلية تضليليّة "سجين من صيدنايا وصل للتوّ لإجراء مقابلة مع الإعلام الغربي يقفز على رجله المكسورة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع فيسبوك

يأتي انتشار هذه المشاهد بهذا السياق بعد أيام على سقوط حُكم بشّار الأسد في سوريا بعد 25 عاماً من بينها 13 عاماً من الحرب بعدما قمعت قوّاته بعنف الاحتجاجات التي خرجت عام 2011.

وخلف بشّار الأسد والده حافظ الذي حكم سوريا بقبضة من حديد على مدى ثلاثة عقود.

ويشكل سجن صيدنايا الواقع شمال العاصمة السوريّة وصمة في تاريخ عائلة الأسد، وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مسلخ بشري" نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وشهدت أقبية سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا وكان مخصصاً أساساً لإيواء السجناء السياسيين، عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسري، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.

وسارعت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام فور وصولها إلى دمشق، بعد هجوم مباغت خلال 11 يوماً مكّنها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، إلى فتح السجون وبينها سجن صيدنايا.

وانتشرت في كل أنحاء العالم صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً ولكن منهكين وهزيلين وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى للوقوف.

ومع ذلك، شكك بعض المستخدمين في هذه الشهادات من خلال تداول هذا الفيديو مثلاً للقول إنه تمثيلية لتشويه صورة بشّار الأسد.

حقيقة الفيديو

صحيح أن الفيديو مجرد تمثيلية لكن لا شأن له بسوريا.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه يرشد إلى حساب إنستغرام يحمل اسم x_Hayder_r نشر الفيديو بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري (أرشيف).

ويعرف الحساب عن نفسه في خانة الوصف بكونه يمتلك متجراً لبيع منتجات العناية بالبشرة في منطقة الكاظمية في بغداد قرب محطة إطفاء.

وفي هذه النسخة التي كانت أوضح يمكن التعرف على العديد من لافتات المحلات كمأكولات الحلوة وفلافل الحلوة وكرزات جمانة، والتي تساعد في تحديد موقع تصوير الفيديو على موقع خرائط غوغل.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع جوجل مابس

وبحسب ما تظهره خرائط غوغل فإن الفيديو صُور من أمام المدار الواقع في ساحة قريش في بغداد.

ونٌشر هذا الفيديو أيضاً في سياق مضلل على أنه لفلسطيني يتظاهر بإصابته في غزة، على إثر ذلك نشر صاحب الحساب مقطع فيديو ينفي فيه صحة هذه الادعاءات (أرشيف).

وقال صاحب الحساب "هدا الفيديو صورناه في منطقة الكاظمية في بغداد (...) وصورناه من باب الهزل".

كما نشر صاحب الحساب توضيحاً آخر ينفي فيه صلته بما يجري في سوريا (أرشيف).

إضافة نسخة مؤرشفة
23 ديسمبر 2024 إضافة نسخة مؤرشفة

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا