![](/sites/default/files/medias/factchecking/g2/2025-02/9db2fe0934d9a252e8fc4b462749b126.jpeg)
هذه المقاطع لا تظهر قرصنة بثّ فضائيّات إسرائيليّة
- تاريخ النشر 11 فبراير 2025 الساعة 15:24
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تتضمّن المنشورات المتداولة مقطعين زعم ناشروهما أنّهما لاختراق بثّ القناة 14 الإسرائيليّة وظهور رسائل على الشاشة مرفقة بعلم مصر تحمل توقيع "الهاكر المصري أحمد عثمان". ومن الرسائل التي ظهرت على الشاشة "نرفض تهجير سكّان غزّة".
![](/sites/default/files/styles/image_in_article/public/medias/factchecking/g2/2025-02/693ea07438310aa168be15928ccc4cc2.jpeg?itok=gHRoIJtN)
حظيت هذه المشاهد بانتشار كبير على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، بعدما طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على غزة وتقوم بترحيل سكانها الفلسطينيين إلى بلدان أخرى خصوصا مصر والأردن، على أن تعيد بناء القطاع المدمر وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأثارت هذه التصريحات ردود فعل عالمية غاضبة وأدانتها الدول العربية التي أكدت حل الدولتين مع دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
وأكّدت وزارة الخارجية المصرية الاثنين تمسّك مصر "بموقفها الرافض للمساس بتلك الحقوق، بما فيها حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال".
حقيقة الفيديو
إلا أنّ المشاهد المتداولة على أنّها لقرصنة بثّ قنوات إسرائيليّة من قبل "هاكر" مصريّ مضلّلة.
فالتفتيش عن لقطات من المقطع الأوّل يرشد إلى فيديو لفقرة عُرضت على القناة 14 الإسرائيليّة ونُشرت في موقع يوتيوب بتاريخ 5 شباط/فبراير 2025. (أرشيف)
أمّا التفتيش عن الفيديو الثاني فيرشد إلى فقرة أخرى نشرتها القناة نفسها على يوتيوب في اليوم نفسه. (أرشيف)
وفي الحالتين لا يشوب البثّ أيّ عطلٍ أو انقطاعٍ ولا تظهر أيّ تعديلات أو فواصل، ما يرجّح أن تكون المقاطع المتداولة التي يزعم ناشروها أنّها لعمليّات قرصنة مركّبة.
وما يعزّز هذه الشكوك أنّ الصفحة التي نشرت هذه المقاطع أولاً على موقع تيك توك والتي تحمل اسم "الهاكر المصري أحمد عثمان" تتضمّن مقاطع فيديو عدّة بمزاعم مشابهة عن خرق بثّ قنوات إسرائيليّة.
![](/sites/default/files/styles/image_in_article/public/medias/factchecking/g2/2025-02/dff6df55c0c3d90566042854b4e94d75.jpeg?itok=NrEFxOEf)
عمليّة معقّدة وصعبة
تعليقاً على هذه المقاطع يقول الاستشاري في الأمن السيبراني راغب غندور في اتصال مع وكالة فرانس برس إنّ عمليّة قرصنة بثّ قناة فضائيّة معقّد لأنّ القنوات تملك طبقات عدّة من الدفاعات.
ويتّفق معه خبير التشريعات الرقمية والاتصالات محمد حجازي ويؤكّد لفرانس برس أنّ "اختراق بث قناة أمر صعب جداً ومعقّد ولا يمكن أن يقوم به شخص بمفرده"، ويكمل أن اختراق التردد يتطلّب إمكانات فنية عالية.
ويوضح أنّ "اختراق القنوات من جهات خارجية أمر ممكن فنياً، لكنه يحتاج لأدوات معينة ومهارات بشرية، ولدى المؤسسات الإعلامية مسؤولين لأمن المعلومات، لكن الأمر قد يكون أسهل لو كان الاختراق عبر شخص داخل القناة يملك صلاحيات للتدخل في البث".
وتعليقاً على ما يظهر في مقاطع الفيديو المتداولة يقول محمد حجازي "في حال نجاح جهة في اختراق بث قناة لن تكون النتيجة على غرار ما يظهر في المقاطع، فمن يخترق البث يمكنه التحكم في المحتوى المعروض كاملاً وليس مجرد كتابة خبر على الشاشة، لكن مجدداً هذا أمر صعب جداً".
من جهته يصف راغب غندور مقاطع القرصنة المفترضة بالمضحكة، "لأنّ الخرق لا يكون بهذا الشكل، ولا يمكن للمقرصن أن يتحكّم بتصميم الشاشة كما يبدو في المقاطع المتداولة".
ويضيف غندور "لو افترضنا أنّ الهاكر نجح في المرّة الأولى، وهو أمر شديد الصعوبة، ستتّخذ القناة عندها إجراءات أكثر صرامة لتمنع تكرار الأمر".
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا