هذا الفيديو لا يُظهر تفجير الحوثيين مسجداً في اليمن بل تفجيراً نفّذه إسرائيليون في جنوب لبنان

يظهر في الفيديو مسجد يُنسف بمتفجّرات. 

ويُسمع في الخلفية صوت رجل يهتف بالهتافات المعروفة للمتمرّدين الحوثيين في اليمن.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر تفجير المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران مسجداً للمسلمين السُنّة في منطقة قيفة رداع في محافظة البيضاء، الواقعة إلى الجنوب الشرقي من صنعاء.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير 2025 من موقع أكس

يأتي تداول هذه المنشورات بعدما تداولت وسائل إعلام محليّة ومواقع إخباريّة أنباء عن اشتباكات بين المتمرّدين الحوثيين ومسلّحين من قبائل منافسة، فيما تحدّثت مصادر قريبة من الحوثيين عن أن الاشتباكات جرت مع متشدّدين. (أرشيف 1-2)

ويتبع المتمرّدون الحوثيون مذهب الشيعة الزيديّة، ويتلقّون دعماً من إيران التي تتبع المذهب الشيعي الإثني عشري.

في هذا السياق، انتشر هذا الفيديو الذي قيل عنه إنّه يوثّق تفجير الحوثيين مسجداً للسنّة في اليمن.

حقيقة الفيديو

لكن ما قيل عن الفيديو المتداول غير صحيح.

فالفتيتش عن مشاهد ثابتة منه على محرّكات البحث يُظهر أنّه منشور في تشرين الأول/أكتوبر الماضي في مؤسسات إعلامية عربية وغربية. (أرشيف 1-2)

وبحسب وسائل الإعلام الناشرة، يُظهر هذا الفيديو تفجير الجيش الإسرائيلي مسجداً في قرية حدودية في جنوب لبنان أثناء الحرب التي اندلعت بين حزب الله اللبناني وإسرائيل.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة من موقع صحيفة واشنطن بوست

وفي هذا الفيديو، يمكن سماع كلمات بالعبريّة قبل وقوع الانفجار، من بينها العدّ التنازليّ.

وقد عمد مروّجو الفيديو في السياق المضلّل إلى إبدال صوت العدّ التنازليّ بالعبريّة إلى كلام بالعربية يشبه هتافات الحوثيين، لتعميق التضليل.

وبدأت المواجهات بوتيرة محدودة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي غداة هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن المواجهات تحوّلت إلى حرب مدمرّة في أواخر أيلول/سبتمبر، قبل التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.

وخلال تلك المدة، أقدم الجيش الإسرائيلي على نسف مبان وأحياء في قرى حدودية. 

وبين 20 و31 تشرين الأول/أكتوبر، أفادت الوكالة الوطنية  للإعلام الرسمية في لبنان عن عمليات تفجير إسرائيلية في سبع قرى حدودية على الأقل.

وبثّت القناة 12 الإسرائيلية مقطع فيديو يظهر أحد صحافييها إلى جانب جنود إسرائيليين، يضغط على جهاز لإحداث تفجير في إحدى القرى الحدودية، ما أثار غضباً واسعاً في لبنان.