هذه الصورة لا تُظهر "نهر دم" في سوريا بعد سقوط حُكم الأسد بل هي منشورة قبل أكثر من سنة

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمجرى مائيّ لونه أحمر قيل إنّها تُظهر دماء آلاف المدنيين السوريين من الطائفة الإسلاميّة العلويّة التي ينحدر منها الرئيس السابق بشار الأسد، قتلوا بعد سقوط حُكمه. لكنّ هذه الصورة منشورة قبل سنة ونصف السنة على أنّها لأتربة كثيفة في نهر بردى في دمشق، أما الحديث عن "آلاف القتلى" فهو غير صحيح إذ لم تسجّل أحداث عنف طائفيّة على نطاق واسع في سوريا منذ سقوط حُكم عائلة الأسد.

جاء في المنشور المتداول على موقعي فيسبوك وأكس أن أكثر من عشرة آلاف سوري من أبناء الطائفة الإسلاميّة العلويّة "قُتلوا" أو "ذُبحوا" على يد السلطات السوريّة الجديدة.

وأرفق المنشور بصورة يظهر فيها مجرى مائيّ باللون الأحمر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 30 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع أكس

وحاز هذا المنشور آلاف المشاركات والتفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي في ظلّ قلق من اندلاع أعمال انتقامية ذات بعد طائفيّ في سوريا بعد أكثر من نصف قرن من حُكم عائلة الأسد الاستبدادي.

فبعد نزاع مدمّر استمر أكثر من 13 عاماً، سبقه أكثر من أربعين عاماً من الحكم القمعي، تواجه الإدارة السورية الجديدة الآن مهمة صعبة تتمثل بفرض الأمن وبحماية الدولة المتعددة الطوائف والعرقيات من انهيار أكبر. وهي تبنّت منذ وصولها الى دمشق خطاباً معتدلاً وتعهّدت حماية الأقليات بما في ذلك العلويين، طائفة عائلة الأسد.

وفي إشارة إلى المخاوف السائدة، قال سام هيلر من مركز القرن الدولي للأبحاث لفرانس برس إن القيادة الجديدة في سوريا تحاول الموازنة بين التعامل مع التوترات الطائفية والتعهّد بمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي ارتُكبت في عهد الأسد.

وأضاف "لكنهم يواجهون بكل وضوح ما يبدو أنها رغبة حقيقية من قبل بعض المكونات الحاضنة لهم بما يقولون إنها محاسبة، ولربما انتقام".

في هذا السياق، سجلّت حوادث قتل استهدفت أشخاصاً بداعي أنّهم كانوا على صلة بالحكم السابق، في ظلّ حالة من الانفلات الأمنيّ لكن مصادر حقوقية تتحدّث أيضاً عن جرائم قتل طالت مدنيين.

"عشرات الضحايا المدنيين"

إلا أن الحديث عن آلاف القتلى من المدنيين في سوريا، ومن العلويين خصوصاً، منذ سقوط بشار الأسد غير صحيح، وينطوي على مبالغات ضخمة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان "سقط في هذة الآونة عشرات القتلى المدنيين في ظلّ حالة انفلات أمني".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في حديث لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس صباح الاثنين "وثّقنا حتى الآن مقتل 94 مدنياً سورياً من الطائفة العلويّة منذ سقوط الحُكم السابق"، في ما يبدو أنها أعمال انتقاميّة أو جرائم.

أما الحديث عن "آلاف القتلى، فهو من خيال مروّجيه"، وفقاً للمصدر.

حقيقة الصورة

أما الصورة المرفقة للمنشور فهي قديمة.

فقد أظهر التفتيش عنها على محرّكات البحث أنّها منشورة في حزيران/يونيو من العام 2023.

Image
صورة من فيديو نشرته قناة الجزيرة القطريّة على يوتيوب في حزيران/يونيو 2023

وقيل آنذاك إنّها مصوّرة في مجرى نهر بردى في محافظة دمشق.

وقال مسؤولون محليون لمواقع إخباريّة محليّة آنذاك إن اللون الأحمر في مجرى النهر سببه امتزاج الأتربة بماء النهر إثر الأمطار الغزيرة. (أرشيف).

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا