هذا الفيديو ليس مصوّراً أثناء القصف الأميركي الأخير على صنعاء بل هو منشور قبل أشهر في سياق آخر

يُظهر الفيديو ما يبدو أنه انفجار ضخم ترتفع منه كتلة ناريّة.

وجاء في التعليقات المرافقة "صنعاء الآن"، أو "جانب من العدوان على صنعاء".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 23 كانون الأول/ديسمبر 2024 من موقع فيسبوك

وظهرت هذه المنشورات بعد ساعات على إعلان القيادة الأميركية الوسطى "سنتكوم" تنفيذ غارات على أهداف تابعة للمتمرّدين الحوثيين في صنعاء، من بينها منشأة لتخزين الصواريخ و"مرفق قيادة وتحكّم".

وقالت "سنتكوم" في بيان إنها أسقطت أيضا خلال العملية طائرات مسيّرة هجومية عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ كروز مضاد للسفن.

جاء ذلك بعد ساعات على إصابة 16 شخصاً بجروح طفيفة صباح السبت في سقوط صاروخ أطلق من اليمن وسقط قرب تل أبيب بعد فشل محاولات الجيش اعتراضه، بحسب سلطات الدولة العبرية، في هجوم أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، يشنّ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن انطلاقاً من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في اليمن، دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة حيث تدور حرب مدمّرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين على خطوط الملاحة البحرية هذه إلى اضطرابات كثيرة في حركة النقل البحري في هذه المنطقة الأساسية للتجارة العالمية.

وردّا على هذه الهجمات تشنّ الولايات المتحدة، بالاشتراك أحيانا مع بريطانيا، غارات ضد مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو المتداول لا شأن له بالغارات الأخيرة على صنعاء.

وسرعان ما تعرّف صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس في اليمن على هذا الفيديو الذي سبق أن ظهر في سياقات مضلّلة كثيرة في الأسابيع الماضية.

ويُظهر التفتيش عن الفيديو على محرّكات البحث أنه منشور في وسائل إعلام عربيّة عدة منذ أسابيع على أنه يصوّر انفجار محطة غاز في اليمن. (أرشيف 1 و2 و3)

وبحسب وسائل الإعلام، فإن الفيديو يصوّر لحظة انفجار محطة غاز في شارع التسعين في مدينة المنصورة، بمحافظة عدن اليمنية، في 30 آب/أغسطس 2024.

وقد نشرت قنوات محلية (أرشيف) مشاهد أخرى لهذا الحادث الذي قالت إنه ناجم عن انفجار صهريج، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وسبق أن ظهر الفيديو في سياقات مضلّلة أخرى في الآونة الأخيرة، مثل أنّه يُظهر انفجاراً في حيفا في ايلول/سبتمبر الماضي، أو قصفاً روسياً على مخازن سلاح للفصائل المعارضة في سوريا مطلع الشهر الحالي.