هذا الفيديو ليس لاستهداف الفصائل المعارضة في شمال سوريا بل لهجومٍ في العراق عام 2016

يظهر الفيديو المصوّر على ما يبدو من كاميرا طائرة أو مسيّرة استهداف قافلة تضمّ مسلّحين. وجاء في التعليق المرافق أنّ المشاهد تعود لاستهداف الفصائل السوريّة المعارضة في منطقة الشمال السوريّ. 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 5 كانون الأوّل/ديسمبر 2024 عن موقع فيسبوك

حظي الفيديو بانتشارٍ واسع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في وقت تتصدّى قوات النظام السوري "بشراسة" لهجوم الفصائل المعارضة باتجاه مدينة حماة، رابع كبرى مدن البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس، على وقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين يتخللها غارات وقصف صاروخي ومدفعي.

وبدأت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فكّ ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل معارضة متحالفة معها في 27 تشرين الثاني/نوفمبر هجوماً مباغتاً ضدّ القوات الحكومية في شمال سوريا، تمكّنت بموجبه من التقدم سريعاً في مدينة حلب، ثاني كبرى مدن البلاد وريفها الغربي، وصولاً إلى شمال محافظة حماة (وسط) المجاورة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ظهر الخميس إن "قوات النظام تتصدى بشراسة لهجمات الفصائل، وتستميت في الدفاع عن مدينة حماة، وتمكنت ليلا من شلّ هجمات الفصائل التي كانت طوّقت المدينة من ثلاث جهات وتقدمت إلى أطرافها الشمالية".

فيديو قديم من العراق

إلا أنّ المشاهد لا علاقة لها بذلك. 

فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، يمكن العثور على النسخة الأصليّة منه منشورة في حساب وزارة الدفاع العراقيّة على موقع فيسبوك قبل سنوات. (أرشيف)

وقد وزّعت وكالة فرانس برس هذه المشاهد في 30 حزيران/يونيو 2016، وهي تظهر عشرات الشاحنات الصغيرة والسيارات المدمّرة محمّلة بالأسلحة الثقيلة والأعتدة إلى جانب جثث مسلّحين متناثرة في منطقة صحراوية.

وأعلن الجيش العراقي آنذاك أنّه قتل أكثر من 150 عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية في ضربات جوية دمّرت أيضاً عشرات الآليات خلال محاولة مقاتليه الفرار من مدينة الفلوجة، التي تبعد 50 كلم غرب بغداد.

وأكدت السلطات العراقية تدمير ما لا يقلّ عن 260 شاحنة، لكنّ البنتاغون أوضح أن عددها نحو 175 شاحنة دمرتها ضربات الطيران العراقي وطائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وكانت القوات العراقية قد أعلنت في 26 حزيران/يونيو 2016 استعادة الفلوجة بالكامل بعد أن شكّلت مقراً رئيسياً لتنظيم الدولة الإسلاميّة لأكثر من عامين. 

وكانت الفلوجة  أولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد الجهاديين الذين شنوا بعدها هجمات كاسحة وسيطروا خلالها على مناطق أخرى في شمال البلاد وغربها ولا سيما الموصل.