هذه الصورة لم تنشرها وكالة ناسا على أنّها حقيقيّة بل كرسم تعبيريّ قبل انطلاق مهمّة إلى سطح المريخ
- تاريخ النشر 11 سبتمبر 2024 الساعة 12:20
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2024: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تُظهر الصورة ما يبدو أنّها مركبة غير مأهولة على سطح ترابيّ أحمر، وتظهر الشمس في الأفق.
وقال ناشروها في التعليقات المرافقة "صورة من موقع وكالة ناسا، أنظروا الشمس والظلّ".
وأراد ناشرو الصورة بهذا السياق القول إن ظلال المركبة لا تتناسب مع موقع الشمس في السماء، وبالتالي الطعن في صدقيّة وكالة الفضاء الأميركية.
ويندرج هذا الادّعاء في سياق منشورات كثيرة ظهرت في السنوات الماضية، تُشكّك في كلّ ما يصدر عن الأوساط العلميّة الفضائية، وتُشكّك في صحّة وجود رحلات فضائيّة وفي نزول الإنسان على القمر أو المركبات الفضائيّة غير المأهولة. ويؤمن القيّمون على هذه الصفحات بـ"نظريّة" تزعم أنّ الأرض مسطّحة وأن الأوساط العلميّة في العالم كلّه تتواطأ على الكذب والقول إن الأرض كرويّة.
في هذا السياق، نُشرت هذه الصورة للقول إنّ ظلالها نسبة لموقع الشمس تكشف خداع وكالة الفضاء.
حقيقة الصورة
لكن هذا الادّعاء غير صحيح، ووكالة الفضاء الأميركية ناسا لم تنشر هذه الصورة على أنّها صورة حقيقية، بل كرسم تعبيريّ لمهمّة لم تكن قد انطلقت أصلاً حينها.
فهذه الصورة وزّعتها وكالة فرانس برس في العام 2018، نقلاً عن وكالة ناسا، قائلة بوضوح إنّها مجرّد "رسم" نشرته وكالة ناسا قبل انطلاق مهمّة "إنسايت" غير المأهولة إلى كوكب المريخ.
وأمكن العثور على الصورة نفسها على موقع وكالة ناسا، منشورة في الثاني والعشرين من آذار/مارس 2018 قبل أكثر من شهر من انطلاق المهمّة، وقبل سبعة أشهر من هبوطها هناك.
وبيّن الموقع الإلكتروني لوكالة ناسا بوضوح أنّ الصورة المنشورة ليست سوى رسم تعبيريّ مُتخيّل للمركبة "إنسايت" على سطح المرّيخ. (أرشيف).
هل هناك صور حقيقية للمركبة "إنسايت" على سطح المريخ؟
نعم، وبدأت وكالة ناسا بنشر هذه الصور تباعاً بعد هبوط المركبة غير المأهولة على الكوكب الأحمر في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، على غرار هذه الصورة التي التقطها المسبار لنفسه.
وظلّ "إنسايت" يعمل على سطح المريخ إلى أن أعلنت وكالة ناسا في كانون الأول/ديسمبر 2022 فقدانها الاتّصال به بعد أربع سنوات أمضاها في استكشاف الكوكب الأحمر.
وكانت نهاية المهمة مُتوقعة على هذا النّحو، إذ إنّ الطاقة المتبقية للمسبار أصبحت قليلة بسبب الغبار المريخي المتراكم على ألواحه الشمسية، وهو ما كانت تتوقّعه ناسا منذ البداية.
وسجّل "إنسايت" الذي جُهّز بمقياس زلازل فائق الحساسية فرنسي الصنع، أكثر من 1300 "هزة على المريخ"، بعضها ناجم عن سقوط نيازك. وفي عام 2021، سقط نيزك كان قوياً لدرجة أنّه تسبب في تناثر كتل جليدية على سطح المريخ.
إلا أنّ المهمة فشلت في تحقيق أحد أهدافها الذي يتمثل في غرس أداة على عمق بضعة أمتار تحت سطح المريخ لقياس درجة حرارة هذا الكوكب، لكنّ تركيبة التربة في موقع الهبوط حالت دون غرس الأداة كما كان مُتوقعاً.
وبعدما جرى تثبيتها على عمق نحو 40 سنتيمتراً، تمكّنت الأداة من توفير "بيانات قيّمة عن الخصائص الفيزيائية والحرارية لتربة المريخ"، على ما أكدت ناسا.
وتلقّت ناسا آخر إشعار من "إنسايت" في 15 كانون الأول/ديسمبر. ومذذاك، حاولت الوكالة الأميركية إعادة الاتصال به مرتين لكن من دون جدوى، ما دفع الفرق إلى الاستنتاج بأنّ بطاريات المسبار فرغت.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا