SAN ANSELMO, CALIFORNIA - APRIL 24: In this photo illustration, bottles of Coca Cola are displayed on April 24, 2023 in San Anselmo, California. Coca-Cola reported first-quarter earnings that beat analyst expectations with revenues of $10.96 billion compared to the expected $10.8 billion. (Photo Illustration by Justin Sullivan/Getty Images)

أخبار مضلّلة عن تسويق شركة كوكا كولا لمشروباتها الغازيّة تحت أسماء بديلة للالتفاف على حملات المقاطعة

تحظى دعوات المقاطعة لمنتجات وشركات عالميّة كبرى تُتّهم بأنها داعمة لإسرائيل أو للولايات المتحدة بزخم كبير على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اندلاع الحرب في غزّة. ويُشار في هذه الحملات إلى منتجات بهدف مقاطعتها على غرار كوكا كولا وستاربكس وماكدونالدز. في هذا الإطار تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشوراً يزعم أنّ شركة كوكا كولا عمدت إلى الترويج لمشروبها الغازيّ تحت أسماء أخرى للالتفاف على حملة المقاطعة التي طالتها. إلا أنّ الأسماء التي وردت في هذا المنشور تعود لمشروبات غازيّة أخرى، لا تربطها أي صلة بشركة كوكا كولا.

جاء في نصّ المنشورات المتداولة " انظروا إلى ذكاء شركة كوكا كولا عندما تمّت مقاطعة منتجاتها…غيّرت الغطاء الخارجي بوضع أسماء جديدة على منتجاتها".

ومن بين الأسماء التي أُدرجت في المنشورات: "فلسطين كولا" و"قِبلة كولا" و"مكّة كولا" و"زمزم كولا".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع فيسبوك 

حققت المنشورات تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حاصدة أكثر من 21 ألف مشاركة من هذه الصفحة وحدها.

ومنذ بدء الحرب في غزة، استهدفت حركة مقاطعة عالمية يقودها ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، منتجات وشركات عالميّة كبرى تُعتبر داعمة لإسرائيل على غرار "ستاربكس" و"ماكدونالدز".

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس ضدّ إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1195 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استناداً إلى بيانات إسرائيلية رسميّة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس وشنت هجوماً واسعاً مدمراً على غزة ، دخل شهره العاشر وأدى حتى الآن إلى مقتل إلى 38243 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً  لبيانات وزارة الصحة التابعة للحكومة التي تقودها حماس.

شركات مستقلّة

إلا أنّ الادعاء بأنّ كوكا كولا لجأت إلى اعتماد أسماء مثل  "فلسطين كولا" و"قبلة كولا" و"مكة كولا" و"زمزم كولا" للالتفاف على حملة المقاطعة لا أصل له. وتشير العناصر التي جمعها صحافيو خدمة تقصي صحّة الأخبار في فرانس برس إلى أنّ لا صلة بين هذه المشروبات وشركة كوكاكولا.

"فلسطين كولا" مثلاً التي تظهر عبوتها في إحدى صورتي المنشور، هي عبارة عن مشروبات غازيّة تابعة لشركة "صفد للمواد الغذائيّة" التي لا تربطها أي صلة بمنتجين آخرين للمشروبات الغازيّة بحسب ما يوضّحه الموقع الرسمي للشركة.

أما مؤسسا الشركة، فأخوان فلسطينيان مقيمان في مدينة مالمو السويديّة، قرّرا إطلاق "فلسطين كولا كخطوة للتصدّي للمشروبات "المناهضة للفلسطينيين".

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع AFP Forum 

وتشير الشركة عبر موقعها إلى أنّها تقدّم  جزءاً من أرباحها لدعم الفلسطينيين المحتاجين.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع palestinedrinks.com 

أمّا "قبلة كولا" التي تظهر عبوتها أيضاً في الصورة المرافقة للمنشور على أنّها من منتجات كوكا كولا، فهي في الحقيقة عبارة عن مشروب غازيّ أطلقته عام 2003 شركة بريطانيّة في ديربي مستهدفةً الجالية المسلمة، في محاولة لمواجهة الاحتكار الأميركي للمشروبات الغازية.

إلا أنّ الشركة حُلّت عام 2016، بحسب سجلاّت الشركات لدى الحكومة البريطانيّة (نسخة مؤرشفة). 

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع AFP Forum 

وتأتي المنشورات أيضاً على ذكر اسم "مكّة كولا". وهذه الشركة أيضاً أنشئت في فرنسا عام 2002 على يد توفيق المثلوثي وهو فرنسي من أصل تونسي.  وأنشئت الشركة  آنذاك كردّة فعل بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر و"حرب الإدارة الأميركيّة تحت مظلّة الحرب على الإرهاب وكتحدّ للعلامات التجارية الأميركيّة". وتخصّص الشركة جزءاً من أرباحها لغايات إنسانيّة تخدم الفلسطينيين.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع AFP Forum 

وأخيراً تذكر المنشورات "زمزم كولا" (أرشيف) وهي شركة إيرانية أنشئت في خمسينيات القرن الماضي وكانت الشركة بادئ الأمر تابعة لشركة "بيبسي" قبل أن تنفصل عنها مع قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وتصبح "المشروب الإسلامي" البديل للمنتجات الأميركية.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع AFP Forum 

لا تعليق من كوكا كولا

كل هذه العناصر تشير إلى أن هذه المنتجات لا علاقة لها بشركة كوكا كولا، بل على العكس من ذلك، تشير سجلّاتها إلى أنها أبصرت النور إثر حملات المقاطعة والدعوات لإيجاد بديل عن المشروبات الغازيّة المصنوعة في الولايات المتحدة.

في هذا الإطار، حاول صحافيو خدمة تقصي صحّة الأخبار في فرانس برس التواصل مع مسؤولين إقليميين في شركة كوكا كولا  في  الشرق الأوسط للتعليق على  ما تردّد على مواقع التواصل، ولكن من دون الحصول على أي ردّ.

كوكا كولا وعلاماتها التجاريّة

أما تصفّح موقع شركة كوكا كولا فيشير إلى مجموعة المشروبات التي تسوّق لها الشركة، وهي تختلف بين منطقة وأخرى في العالم. وهنا لائحة بالمشروبات الموزّعة في الشرق الأوسط مثلاً (نسخة مؤرشفة). ولكن في جميع أنحاء العالم، يبقى المشروب الوحيد ضمن الشركة بطعم الكولا، هو الكوكا كولا، من دون أن يكون له بديل.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع كوكا كولا 

تجدر الإشارة هنا، إلى أنّ شركة كوكا كولا لطالما تغنّت بوصفتها السريّة المحفوظة في سرداب يمكن للزوار الاقتراب منه لدى زيارة شركة كوكا كولا في أتلانتا في الولايات المتحدة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 تموز/يوليو 2024 عن موقع كوكاكولا 

Rephrase with Ginger (Ctrl+Alt+E)

تحديث العنوان

10 يوليو 2024 تحديث العنوان

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا