( AFP / KHALED DESOUKI)

التصريح المنسوب للمستشار الديني للرئيس المصري عن انقطاع الكهرباء غير صحيح

في الرابع والعشرين من حزيران/يونيو الجاري، أعلنت السلطات المصريّة زيادة ساعات قطع الكهرباء في ظلّ أزمة اقتصاديّة كبيرة يعيشها هذا البلد العربيّ الأكبر من حيث عدد السكّان. عقب ذلك، ظهر على صفحات وحسابات على مواقع التواصل تصريح منسوب للمستشار الديني للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعزو انقطاع الكهرباء إلى "حكمة" إلهية و"تذكرة بعذاب القبر". لكن هذا التصريح المزعوم لا أصل له.

تحمل المنشورات المتداولة صورة تشبه الصور الإخباريّة التي تنشرها منصّة صحيفة الدستور المصريّة، يظهر فيها الشيخ أسامة الأزهري، المستشار الديني للرئيس عبد الفتاح السيسي، وتصريح منسوب له: "قطع الكهرباء حكمة وعبرة، وتذكرة بعذاب القبر، لمن يتفكّرون".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 حزيران/يونيو 2024 من موقع أكس

ويأتي ظهور هذه المنشورات فيما يثير انقطاع الكهرباء في مصر موجة من التعليقات على مواقع التواصل، في ظلّ درجات حرارة تلامس الأربعين، وبالتزامن مع أزمة اقتصاديّة هي الأسوأ في تاريخ هذا البلد البالغ عدد سكانه 106 ملايين نسمة يعيش ثلثاهم تحت خطّ الفقر أو فوقه بقليل.

وقبل أيّام، أعلنت وزارتا الكهرباء والبترول في بيان (أرشيف) زيادة تقنين أوقات قطع الكهرباء ساعة إضافيّة بشكل مؤقّت.

وأثار ذلك موجة من المنشورات على مواقع التواصل المُعبّرة عن استياء. وأرفقت هذه المنشورات على موقع "أكس" بوسوم مثل "تخفيف الأحمال" و"أنا أرفض قطع الكهرباء".

وتُضاف هذه المُشكلة إلى الأزمة الاقتصاديّة التي يرزح المصريون تحتها، إذ تُواجه مصر انخفاضاً في إيرادات النقد الأجنبي المرتبطة بالسياحة بسبب وباء كوفيد-19 ثمّ الحروب في أوكرانيا وقطاع غزّة. 

إلى ذلك، تسببت الهجمات التي شنّها المتمردون الحوثيون اليمنيون في البحر الأحمر وخليج عدن في انخفاض المداخيل بالدولار من قناة السويس الممرّ الرئيسي  للتجارة العالمية بنسبة 40 إلى 50 بالمئة منذ بداية العام، وفقًا لصندوق النقد الدولي. 

ويدعو صندوق النقد السلطات المصريّة إلى إصلاحات من أبرزها خصخصة الاقتصاد الوطنيّ الذي ما زال إلى حدّ كبير مملوكاً من الدولة أو من الجيش.

في هذا السياق، ظهر هذا التصريح المزعوم المنسوب للشيخ أسامة الأزهري عن أن قطع الكهرباء ينطوي على "حكمة وعبرة وتذكرة بعذاب القبر".

حقيقة التصريح

لكن هذا التصريح لا أصل له. 

وأوّل ما يثير الشكّ في صحّته اختلاف تصميمه عن التصميم المُعتمد على منصّات "الدستور" لجهة الخطّ ومكان الشعار.

وبالفعل، لا يُرشد التفتيش في منصات صحيفة الدستور على مواقع التواصل إلى أيّ تصريح مماثل، بل على العكس من ذلك، يُرشد إلى نفي نشرته الصحيفة في الثامن والعشرين من حزيران/يونيو.

وجاء في النفي "حرصًا من “الدستور على ثقة متابعيه يؤكد أن هذه التصريحات لم تنشر على أي من منصاته، سواءً موقعه الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي كافة". 

إلى ذلك، نشر الشيخ أسامة الأزهري بياناً (أرشيف) على صفحته على موقع فيسبوك - أعادت نشره جريدة الدستور أيضاً (أرشيف) - نفى فيه صحّة ما نُسب إليه.

وقال في البيان "تلك الشائعة كاذبة (..) أؤكد أنني لم أدل بأي تصريحات في هذا السياق".

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا