هذا الفيديو لا يُظهر تدريبات عسكرية مصريّة بل تدريبات أفغانية

تزامناً مع استمرار الهجوم الإسرائيليّ على مدينة رفح الحدوديّة مع مصر، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً واسعا لمقاطع فيديو تشيد بالقوة العسكريّة المصريّة، آخرها مقطع فيديو قالت الصفحات إنه لتدريبات الجيش المصري. لكن الادّعاء مضلّل والفيديو من تدريبات عسكرية في أفغانستان.

يظهر في الفيديو أفراد بلباس عسكري وملثمون وهم يُجرون تدريبات بالأسلحة.

وقال الناشرون إنها تدريبات للجيش المصري.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2024 عن موقع فيسبوك

حظي الفيديو بآلاف المشاركات والتعليقات المشيدة بالقوة العسكريّة المصريّة، على غرار مقاطع عدّة يتزايد انتشارها مع استمرار الهجوم الإسرائيليّ على مدينة رفح المكتظّة بالسكان والنازحين الفلسطينيّين عند الحدود مع مصر.

ويُعدّ الجيش المصري الأقوى في المنطقة العربيّة، والخامس عشر على مستوى العالم، بحسب مواقع عسكريّة متخصّصة، وتولي مصر عناية كبيرة بجيشها ومعدّاته، لكن هذا الفيديو ليس من تدريبات للجيش المصريّ.

فما حقيقته؟

من العناصر المثيرة للشك في صحة الادعاء المرافق لهذا الفيديو هو ظهور شعار على غطاء الوجه وفي لافتات ظهرت على الفيديو لا تشبه أي شعارات عسكريّة مصريّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2024 عن موقع فيسبوك
Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2024 عن موقع فيسبوك

 

ويرشد البحث عن هذا الشعار على محرك "غوغل لنس" إلى كونه شعار "إمارة أفغانستان" ما ينفي صلة التدريبات بالجيش المصري.

وإمارة أفغانستان الإسلامية، هو الاسم الذي أطلقه الحكام الجدد -حركة طالبان- على البلاد.

على ضوء ذلك، يمكّن البحث عن الفيديو بعد تقطيعه لمشاهد ثابتة إليه منشوراً على قناة يوتيوب قبل أسبوعين قالت إنه لمناورات لقوات "الجيش الوطني الإسلامي الأفغاني".

وفي هذا الفيديو يمكن ملاحظة وجود علم أفغانستان الجديد الذي اعتمدته حركة طالبان (الراية البيضاء + لا إله إلا الله) عند الثانية 21، إضافة لكتابات باللغة الأفغانية عند الثانية 33.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 21 حزيران/يونيو 2024 عن موقع يوتيوب

ظهرت حركة طالبان الإسلامية خلال الحرب الأهلية في أفغانستان في تسعينات القرن الماضي، وسيطرت على غالبية أنحاء البلاد حتى العام 2001، حين أطيحت من السلطة بوصول تحالف مسلح بقيادة الولايات المتحدة، في أعقاب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

وانخرطت طالبان بعدها في حرب عصابات ضد الحكومة الموالية للغرب المدعومة من الجنود الأميركيين وتحالف دولي، واستولت على القصر الرئاسي في كابول في 15 آب/أغسطس 2021  في أعقاب هجوم  بدأ قبل ثلاثة أشهر، وانسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة. 

ومنذ عودتها إلى السلطة في آب/أغسطس 2021، تطبّق حركة طالبان تفسيرها المتطرف للشريعة مشددة القيود على النساء بصورة خاصة، فهي الدولة الوحيدة في العالم التي تحظّر على الفتيات إكمال الدراسة بعد التعليم الابتدائي.

من جانبها، تردّ سلطات طالبان على الانتقادات الدولية مؤكدة أن القوانين الأفغانية تلتزم بالشريعة الإسلامية وتضمن حقوق جميع المواطنين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا