هذه الصورة لا تُظهر احتراق سفينة حربية أميركية في البحر الأحمر حديثاً بل احتراق سفينة في مرفأ أميركي عام 2020

أعلن المتمرّدون الحوثيون في اليمن الأحد أنّهم استهدفوا للمرّة الثانية في 24 ساعة "حاملة الطائرات الأميركية إيزنهاور" شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة. عقب ذلك، تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورة قيل إنّها تُظهر الحاملة الأميركية مصابة تشتعل فيها النيران. لكن هذه الصورة لا علاقة لها بما يجري في البحر الأحمر، بل هي مصوّرة في الولايات المتحدة عام 2020 أثناء حريق اشتعل في سفينة راسية في كاليفورنيا.

تُظهر الصورة سفينة كبيرة تنبعث منها سحب الدخان.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الصورة تُظهر مدمّرة أميركية أو حاملة طائرات أصيبت بصواريخ المتمرّدين الحوثيين في البحر الأحمر.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في الثالث من حزيران/يونيو 2024 من موقع فيسبوك

ويأتي تداول الصورة بهذا السياق عقب إعلان المتمرّدين الحوثيين في اليمن الأحد استهداف حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر.

وقال المتحدّث العسكري باسم حركة "أنصار الله" الحوثيين العميد يحيى سريع في بيان بثه التلفزيون إن قوّاته استهدفت "حاملة الطائرات الأميركية إيزنهاور شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرةِ وهو ثاني استهدافٍ للحاملة خلال 24 ساعة".

وأشار أيضاً إلى استهداف "مدمرة أميركية في البحرِ الأحمر وأصيبَت إصابة مباشرة بعدد من المسيرات"، إضافة إلى أربعة استهدافات أخرى طالت "سفناً تابعةً لشركاتٍ انتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ".

عقب ذلك، قال الجيش الأميركي إنّه اسقط مسيّرةً وصاروخَين أطلقها المتمرّدون الحوثيّون.

وقالت القيادة العسكريّة المركزية الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان على منصّة إكس إنّه لم يُبلغ عن وقوع إصابات أو أضرار في السفن التي كانت تُبحر في المنطقة حين نُفذّت عمليّتا الاعتراض.

ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر، يشنّ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، مؤكدين أن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ويأتي الهجوم الأخير بعدما توعّد الحوثيون بتصعيد الهجمات، ردّاً على غارات شنتها القوات الأميركية والبريطانية الجمعة على مواقع لهم في اليمن، وأسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة نحو 40 بجروح، في أعلى حصيلة يعلنها الحوثيون منذ بدأت الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير على رأس تحالف عسكري، شنّ ضربات ضد مواقعهم لتقويض قدراتهم على استهداف حركة الملاحة البحرية.

حقيقة الصورة

لكن الصورة المتداولة لا شأن لها بذلك كلّه.

فالتفتيس عنها على محرّكات البحث يُرشد إلى مشاهد مشابهة نشرتها مؤسسات إعلام أميركية منذ العام 2020، ما يدحض أن تكون على علاقة بهجمات الحوثيين في الآونة الأخيرة في البحر الأحمر.

وقالت وسائل الإعلام الناشرة لهذه المشاهد إنّها تُظهر اشتعال النيران في سفينة راسية سان دييغو في تموز/يوليو من ذاك العام.

Image
صورة نشرها موقع وول ستريت جورنال في تموز/يوليو 2020

وأفاد صحافيو وكالة فرانس برس في الولايات المتّحدة نقلاً عن السلطات ووسائل إعلام محليّة أن الحريق وقع في سفينة عسكرية راسية في سان دييغو في كاليفورنيا، وأنّه أسفر عن إصابة 21 شخصاً على الأقلّ.

وأظهرت القنوات التلفزيونيّة الأميركيّة دخانًا كثيفًا يتصاعد من السفينة الحربيّة الهجوميّة يو إس إس بونوم ريتشارد التي كانت تخضع لأعمال صيانة في القاعدة البحريّة في سان دييغو. وانتشرت قوارب الإطفاء حول السفينة وعمدت إلى مكافحة الحريق بخراطيم المياه.

ونشر حساب البحريّة الأميركيّة في يوتيوب مشاهد تظهر قوارب الإطفاء حول السفينة، فيما وزّعت وكالة فرانس برس صوراً ومشاهد من عمليات الإطفاء.

Image
(Navy Office of Information / CHRISTINA ROSS)

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا