هذا الفيديو مصوّر قبل أشهر وليس لسماء تل أبيب خلال الهجوم الإيراني الأخير

تزامناً مع الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل باستخدام مئات المسيّرات والصواريخ ليل السبت الأحد، تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأجسام مضيئة في السماء، زعموا أنّه مصوّر في تل أبيب خلال الهجوم. إلا أنّ هذا الفيديو وعلى غرار عشرات المقاطع المضلّلة التي انتشرت في الساعات الماضية، لا علاقة له بالهجوم بل هو منشورٌ السنة الماضية. 

يظهر الفيديو أجساماً مضيئة في السماء ليلاً وتسمع أصوات انفجارات ويمكن مشاهدة أشخاصٍ يهربون ويختبئون. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 15 نيسان/أبريل 2024 عن موقع فيسبوك

حظي الفيديو الذي زعم ناشروه أنّه مصوّر في تل أبيب بتاريخ 14 نيسان/أبريل 2024، بآلاف المشاركات من صفحات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، تزامناً مع الهجوم الإيراني على إسرائيل.

هجوم إيراني غير مسبوق

 شكّل الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل باستخدام مئات المسيّرات والصواريخ ليل السبت الأحد ذروة أسبوعين من التوتر بذلت خلالهما واشنطن جهوداً كبيرة لمنع تدهور الوضع في المنطقة. 

وجاء الهجوم الإيراني ردّاً على ضربة منسوبة إلى إسرائيل في الأول من نيسان/أبريل ضدّ قنصلية طهران في دمشق قُتل فيها سبعة أعضاء من الحرس الثوري، بينهم جنرالان. وأكدت إيران على الفور أن الضربة لن تمرّ بلا ردّ. 

وانطلق من إيران نحو 100 صاروخ بالستي متوسط المدى وأكثر من 30 صاروخ كروز وما لا يقل عن 150 مسيّرة هجومية استهدفت إسرائيل، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي. 

وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته أكثر من 350 مقذوفاً وقال إن 99 في المئة منها دُمّر. وسرعان ما انتشرت على مواقع التواصل ليل السبت الأحد مشاهد لأجسام مضيئة في سماء عدد من دول المنطقة متجّهة إلى إسرائيل.

حقيقة الفيديو 

إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بالهجوم. 

فبعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث إليه منشوراً في الخامس من تموز/يوليو 2023. 

وجاء في التعليق المرافق له أنّه يظهر تصدّي نظام "القبّة الحديديّة" الإسرائيليّ لصواريخ أطلقت من غزّة آنذاك فوق سماء سديروت. 

ويمكن العثور على المركز التجاري ومحطة الوقود الظاهرة في الفيديو على خدمة خرائط غوغل في سديروت. 

Image
مقارنة بين لقطتين من الفيديو وصورة لمحطة الوقود في سديروت عن خدمة خرائط غوغل

وقد أعلن الجيش الإسرائيلي آنذاك، في الخامس من تموز/يوليو 2023، أن خمسة صواريخ أُطلقت من قطاع غزّة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، لكن جرى اعتراضها كلها بـ"نجاح".

ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن عملية إطلاق الصواريخ تلك.

وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيانه أن صفارات الإنذار أُطلقت في مدينة سديروت الجنوبية.

وجاء إطلاق الصواريخ آنذاك في أعقاب شنّ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة النطاق في الضفّة الغربية المحتلة أدّت إلى مقتل 12 فلسطينياً، إضافة إلى جنديّ إسرائيليّ.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا