هذا الفيديو المنتشر على أنّه لاختراق بثّ تلفزيون إسرائيلي مركّب

مع تواصل القصف الإسرائيلي المركّز على قطاع غزّة والمعارك الضارية هناك بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حركة حماس، تتواصل التظاهرات وحملات التضامن مع سكان قطاع غّزة المُحاصر، ولا سيّما في المنطقة العربية. في هذا الجوّ المشحون، نُشر فيديو قيل إنّه يُظهر نجاح قرصان معلوماتية باختراق بثّ قناة إسرائيلية وعرض محتوى مؤيّد للفلسطينيين على شاشتها. صحيح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت عن تعرّضها لهجمات إلكترونية في الأسابيع الماضية لكن هذا الفيديو ـ وعلى غرار فيديوهات أخرى ظهرت أخيراً عن عمليات قرصنة مزعومة - مُركّب.

يظهر في الفيديو المتداول على موقعي فيسبوك وتيك توك ما يبدو أنها مقابلة على تلفزيون إسرائيلي حيث تبدو كتابات عبريّة في أسفل الشاشة. بعد ذلك، تظهر على الشاشة كتابات مؤيّدة للفلسطينيين وينقطع البثّ.

وجاء في التعليقات المرافقة أن الفيديو يُظهر نجاح قرصان معلوماتيّة في اختراق بثّ محطة تلفزيونية إسرائيلية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 من موقع فيسبوك

حصدت هذه المنشورات عشرات آلاف المشاهدات على مواقع التواصل باللغة العربية، فيما تتواصل حملات التضامن في العالم وخصوصاً في العالم العربي مع سكّان قطاع غزّة الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي مركّز منذ هجوم حماس الذي لم يسبق له مثيل على الدولة العبريّة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأوقع هجوم حماس، وفقاً للسلطات الإسرائيلية، أكثر من 1400 قتيل، واحتُجز 203 أشخاص كرهائن.

أما في قطاع غزّة المُحاصر منذ أكثر من عقد ونصف العقد، فقد أسفر القصف الإسرائيلي، بحسب وزارة الصحّة التابعة لحكومة حماس، عن أكثر من عشرة آلاف قتيل.

حقيقة الفيديو المتداول

صحيح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت في الأسابيع الماضية عن تعرّضها لهجمات إلكترونيّة، لكن الفيديو المتداول لا شأن له بذلك، بل هو مركّب.

فالتفتيش عن مشاهد ثابتة من الفيديو على محرّكات البحث يُرشد إلى الفيديو الأصليّ منشوراً في العام 2021 على موقع "ماكو" الإسرائيلي الواسع الانتشار.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2023 من موقع ماكو

ويمكن ملاحظة أن هذا الفيديو الأصليّ لم ينقطع ولم يتعرّض لتشويش أو أي اضطراب، بل استمرّ على نحو عادي، ما يشير إلى أن الفيديو المتداول على مواقع التواصل قد جرى التلاعب به للإيهام بوقوع عملية قرصنة ناجحة لمحطة تلفزيونية إسرائيلية.

وظهرت في الأسابيع الأخيرة ادّعاءات كثيرة مماثلة باختراق وسائل إعلام إسرائيلية، تبيّن لخدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس أنها غير صحيحة.

وتكثر المنشورات المضلّلة على مواقع التواصل العربية حول الحرب في غزّة، سواء لإبداء التضامن، أو لمجرّد حصد التفاعلات في ظلّ اهتمام عربي وعالمي واسع بمسار الأحداث.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا