هذا الفيديو قديم ولا يوثّق عملية عسكريّة لقوات المشير حفتر في جنوب ليبيا خلال الأيام الأخيرة

تزامناً مع إعلان قوات المشير خليفة حفتر الأسبوع الماضي عن عملية "عسكرية وأمنية" واسعة النطاق في جنوب ليبيا لطرد مجموعات مسلحة تشادية معارضة، نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه يوثق هذه العمليّة. لكن الادعاء خطأ، والفيديو منشور قبل خمس سنوات.

تظهر في الفيديو طائرات حربيّة عليها علم ليبيا وهي تُقلع من مدرّج في أرض صحراوية، ثمّ تحلّق في السماء.

وعلّق الناشرون بالقول "سلسلة غارات نفّذها سلاح الجو اللّيبي على المعارضة التشاديّة ضمن سلسلة عمليات بريّة وجويّة للجيش الليبي البطل من أجل السيطرة على كامل الحدود الجنوبيّة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 28 آب/أغسطس عن موقع فيسبوك

وجاء انتشار الفيديو بهذا السياق بعدما أعلنت قوات المشير خليفة حفتر الجمعة الماضية عن عملية "عسكرية وأمنية" واسعة النطاق في جنوب ليبيا لطرد مجموعات مسلحة تشادية معارضة.

وأوضح آمر شعبة الإعلام الحربي في "القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية" خليفة العبيدي، أنه يتم الاستعداد لتنفيذ "عدد من العمليات الأمنية التي تهدف إلى إخلاء وتنظيف أكثر من 2000 وحدة سكنية... بمنطقة أم الأرانب (جنوب غرب)... يسكنها عدد كبير من عناصر المعارضة التشادية وعائلاتهم".

ومساء الجمعة، نفّذت غارات جويّة قرب الحدود مع تشاد أعقبها إرسال قوات على الأرض، بحسب المصدر نفسه.

وتشترك ليبيا وتشاد في حدود يتجاوز طولها ألف كيلومتر ويتواجد متمردون تشاديون على جانبيها.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو قديم ولا يوثّق هذه العملية الأخيرة.

فقد أرشد التفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة إليه منشوراً سنة 2018، ما ينفي أن يكون حديثاً مثلما ادّعت المنشورات.

ونُشر الفيديو آنذاك، وتحديداً في نيسان/أبريل من ذاك العام، على قناة "مكتب الإعلام - القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية" على موقع يوتيوب.

وجاء في التفاصيل المرافقة أنه يُظهر "لقطات حية من طلعات مقاتلات ومروحيات سلاح الجوّ خلال عمليات فرض القانون واستعادة هيبة الدولة بجنوب ليبيا".

و تشهد ليبيا اضطرابات منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلاد ومقرّها طرابلس، وأخرى تُسيطر على شرق البلاد وهي مدعومة من المشير خليفة حفتر.

وتسود توترات قبلية في جنوب ليبيا تدور خصوصاً حول التنافس في عمليات تهريب السلع والأشخاص. وتتهم قبائل عربية قبائل من التبو باستخدام "مرتزقة تشاديين" في صفوفها.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا