هذا الفيديو لا يصوّر وقفة احتجاجية أمام قصر ملكيّ في المغرب بل أمام مسجد في حي سكني

تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قالت إنه لاحتجاجات مواطنين على غلاء الأسعار من أمام قصر ملكي في المغرب. لكن الادعاء خطأ والفيديو مصوّر أمام مسجد في مدينة مكناس خلال وقفة نظمتها جماعة العدل والإحسان تضامناً مع أحد معتقليها.

يظهر في الفيديو المصوّر ليلاً، حشود تحمل لافتات وتردّد شعارات تستنكر الوضع المعيشي في المغرب.

وجاء في التعليق المرافق "احتجاجات قوية بعد صلاة التراويح أمام القصر بسبب غلاء الأسعار".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 30 آذار/مارس 2023 عن موقع فيسبوك

ويأتي تداول هذا الفيديو في ظل موجة غلاء يشهدها المغرب منذ أشهر أثّرت خصوصاً على ذوي الدخل المحدود.

حقيقة الفيديو

لكن الفيديو ليس لاحتجاجات من أمام قصر ملكيّ في المغرب مثلما قالت المنشورات.

ففي الفيديو المتداول يظهر شعار لجماعة العدل والإحسان المغربية على إحدى اللافتات التي كتبت عليها عبارة "كفى من الاعتقالات السياسية".

كما يظهر في الفيديو لافتة معلقة على المبنى الذي تجري أمامه الاحتجاجات وقد كتب عليها "كتّاب مسجد الشهداء".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 30 آذار/مارس 2023 عن موقع فيسبوك

على ضوء ذلك يرشد التفتيش بكلمات مفتاحية مثل "وقفة احتجاجية العدل والإحسان" إلى صور تضمّ نفس المعالم منشورة على الصفحة الرسمية لجماعة العدل والإحسان في الرابع والعشرين من شهر آذار/مارس الجاري.

وجاء في التعليق المرافق أن الصور من "وقفة احتجاجية تضامناً مع د. محمد باعسو وتنديداً باستمرار اعتقاله التعسفي" في ثاني أيام رمضان.

كما نشرت الصفحة مقطع فيديو يظهر فيه نفس الشخص الذي يقود الشعارات ونفس الأشخاص الذين يحملون اللافتة المنددة بغلاء الأسعار.

وجاء في تفاصيل البيان المرافق أن الوقفة نُظّمت في حي البساتين في مدينة مكناس حيث نددت الحشود "بالاعتقال السياسي (...) والغلاء المهول".

وفي مدينة مكناس شمال المغرب يقع فعلاً مسجد باسم الشهداء في حي البساتين بحسب ما تظهره خرائط غوغل.

وجماعة العدل والإحسان هي عبارة عن تيار سياسي إسلامي ذي توجّه صوفي، وهي شبه محظورة في المغرب ومعروفة بمعارضتها السلميّة للنظام الملكي، وتمثّل أكبر تيار إسلامي في المملكة.

ويُحاكم منذ تشرين الأول/أكتوبر من السنة الماضية الناشط في الجماعة محمد باعسو بعدما اعتُقل بتهمتي "الاتجار بالبشر" و"الخيانة الزوجية"، بينما تقول الجماعة إنه موقوف لأسباب سياسيّة.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا