هذا الفيديو قديم ولا يظهر إصابة مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا

يتناقل مستخدمون لموقع فيسبوك فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر إصابة مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً في ليبيا، لكنّ الفيديو لا علاقة له بليبيا ويعود تاريخ نشره الفعلي إلى العام 2014 على الأقلّ. 

يظهر في الفيديو رجلٌ بلباسٍ عسكريّ يحمل سلاحاً ويردد مع رفاقه "شرّدناهم" وهو يضحك، قبل أن يتعرّض موقعه للقصف، وجاء في النصّ المرافق له "أحد الدواعش الواصلين إلى ليبيا (..) انتظروا ما زلنا نتحضر... القوات الخاصّة تحييكم".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 10 كانون الثاني / يناير 2020 عن موقع فيسبوك

وحظي الفيديو بأكثر من خمسة آلاف وخمسمئة مشاركة عبر هذه الصفحة فقط، إضافة إلى آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى.

عناصر مثيرة للشكّ

يتكلّم المقاتل في الفيديو باللهجة العراقيّة، ويرتدي لباساً عسكرياً شبيهاً بلباس مقاتلي الفصائل العراقية الشيعيّة الموالية لإيران، عليه شارات باللونين الأسود والأصفر(1,2)، كما تظهر راية صفراء لحظة سقوط القذيفة.

Image
مقارنة بين صورتين من فرانس برس وصورة ملتقطة من الفيديو المتداول

وهذا ما يثير الشكّ في أن يكون المقاتل منتمياً إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة الذي يعتمد الراية السوداء حصرا بدون رفع أي راية صفراء، ولا يضع مقاتلوه شارات عسكرية على ملابسهم.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 10 كانون الثاني / يناير 2020 عن موقع BBC تظهر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية

مواجهات عنيفة في ليبيا

بدأ انتشار الفيديو بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في الخامس من كانون الثاني/ يناير 2020، يوم إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدء نشر جنود أتراك في ليبيا دعما لحكومة الوفاق الوطني الليبية برئاسة فايز السراج المعترف بها من الأمم المتحدة،  في مواجهة هجوم تشنّه قوات خصمه المشير خليفة حفتر التي تسيطر على شرق البلاد.

وصعّدت قوات حفتر مؤخراً الهجوم الذي باشرته في نيسان/أبريل الماضي في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقرّ حكومة السراج التي لا تعترف بها حكومة شرق ليبيا. وأعلنت في هذا السياق في 6 كانون الثاني/يناير السيطرة على مدينة سرت في وسط البلاد إثر عملية عسكرية خاطفة. 

من شأن إرسال قوات تركية إلى ليبيا تصعيد النزاعات التي تشهدها ليبيا منذ سقوط نظام معمّر القذافي في 2011، وهي نزاعات تلقى أصداء إقليمية.

وباتت ليبيا مسرحا لصراع على النفوذ بين معسكرين إقليميين، يدعم الأول حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتحدة، ويضم تركيا وقطر، فيما يدعم الثاني قوات حفتر ويضم السعودية ودولة الإمارات ومصر.

فيديو من سوريا

بعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث عنها عبر محرّك غوغل إلى الفيديو نفسه منشوراً بين عامي 2016 و2017 على مواقع إيرانية لمشاركة الفيديوهات (1,2)، وعلى موقع يوتيوب (1,2بدون تعليقات تشير إلى مكان أو تاريخ التقاطه. 

لكنّ الفيديو أدناه أطول من المقاطع الأخرى ويمكن سماع المقاتل في الثواني الأولى منه يقول "يا زهراء"، وهو نداء خاص بالشيعة، ما يؤكد أنّه لا ينتمي إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة.

وأرشد البحث عن الصور عبر محرّك Yandex إلى المقطع المتداول نفسه منشوراً في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 2014 على موقع سوريّ لكنّ الفيديو لم يعد متوافرا. وجاء في النصّ المرافق له "شاهد لحظة سقوط قذيفة على عناصر من ميليشيا حزب الله العراقي وهم يغنون". 

كما أرشد البحث إلى صورٍ من الفيديو نفسه منشورة أيضاً في التاسع والعاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2014 على موقعين تركيين (1,2).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 8 كانون الثاني / يناير 2020 عن موقع haksoz haber التركي

وتشير النصوص المرافقة إلى أنّ الفيديو يظهر "النهاية المأسويّة لمتشدّد شيعيّ بعد تهديده للمقاتلين ضدّ قوات نظام الأسد في سوريا في بلدتي نبّل والزهراء شمال سوريا". 

وخضعت بلدتا نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشماليّ لحصارٍ فرضه عليهما مقاتلو فصائل معارضة وإسلامية لحوالى ثلاث سنوات بين 2012 و2016، قبل أن يفك الجيش السوري الحصار عنهما في مطلع شباط/فبراير 2016، في سياق هجوم شنه بغطاء جوي روسي وبمؤازرة حلفائه من الفصائل الشيعية الموالية لإيران وتمكن خلاله من استعادة السيطرة على عدة قرى.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا