هذه الصور لجنود مصابين قديمة ولا علاقة لها بالقصف الإيراني الأخير لقاعدة عين الأسد

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي باللغة العربية صورا يدّعي ناشروها أنها لجنود أميركيين أصيبوا في القصف الإيراني الأخير لقاعدة عين الأسد في العراق في الثامن من كانون الثاني/ يناير 2020.  لكنّ هذه الادعاءات خاطئة وصور المنشور جميعها قديمة ومن مصادر متعددة، وهي تظهر أحداثا مختلفة في مواقع مختلفة.

تضمّ غالبية المنشورات الصور عينها، وهي لجنود مصابين أو محبطين. وأرفقت بالتعليق "عاجل: صور من داخل عين الأسد"، وأضاف بعض المستخدمين "هذا حال جنود ترامب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 كانون الثاني/ يناير 2020 عن موقع فيسبوك

حصد المنشور على هذه الصفحة وحدها أكثر من 1700 مشاركة ومئات المشاركات على صفحات أخرى (1، 2، 3…)

إيران تقصف قاعدتين في العراق

بدأ انتشار الصور في هذا السياق على نطاق واسع جدًا في الثامن من كانون الثاني/ يناير 2020 تزامناً مع قصف إيران  قاعدتين في العراق يتمركز فيهما جنود أميركيون، من غير أن يسفر ذلك عن اي إصابات في صفوف الأميركيين أو العراقيين.

وجاء القصف انتقاما لمقتل رئيس "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، رجل طهران الأول في العراق، قبل خمسة أيام في ضربة أميركية بواسطة طائرة مسيرة قرب مطار بغداد. وتوعّدت طهران حينها "بردّ قاس".

وأعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي في التاسع من كانون الثاني/ يناير 2020 أنّ طهران أطلقت 16 صاروخاً بالستياً من ثلاثة مواقع في إيران، أصاب 11 منها القاعدة الجوية في عين الأسد (غرب) فيما أصاب صاروخ قاعدة حرير في أربيل (شمال)، وفشلت الصواريخ الأربعة المتبقية.

وعلى إثر سقوط الصواريخ الإيرانية، وصرح ترامب في بيان في البيت الأبيض "جميع جنودنا بخير ولم يلحق سوى ضرر طفيف بقواعدنا العسكرية". 

وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي في 13 من الشهر ذاته في مجلس الشورى، أنّ الهدف من الضربات لم يكُن "قتل جنود العدو" بل "أردنا أن نظهر أنّنا قادرون على ضرب أيّ هدف نختاره".

ادعاءات خاطئة

الواقع أن هذه الصور لا علاقة لها بالقصف الإيراني لقاعدة عين الأسد، ونستعرض في ما يلي حقيقتها:

الصورة الأولى

يظهر في صورة المنشور الأولى جندي يبدو محبطا، يطأطئ رأسه ضاغطا يده على عينيه.

أرشد البحث عن هذه الصورة عبر محرك غوغل إلى مصدرها، وقد التقطها مصوّر وكالة رويترز في 12 حزيران/ يونيو 2012 في أفغانستان، ونشرها موقع "سي بي إس نيوز" مرفقة بالتعليق "ردّة فعل جندي أميركي وهو يجلس داخل مدرّعة بعد إصابة رفيقه بانفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع بجنوب أفغانستان".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 كانون الثاني/ يناير 2020 عن موقع CBS NEWS

الصورة الثانية

تبين لدى البحث عن الصورة الثانية لجندي مصاب عبر محرك Yandex أن مصدرها موقع GETTY IMAGES".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 كانون الثاني/ يناير 2020 عن موقع GETTY IMAGES

والتقطت الصورة في 11 حزيران/ يونيو 2007 في ولاية هلمند في أفغانستان وتصوّر فريق طوارئ طبية بريطاني ينقل جنديا أفغانيا بعد انفجار قنبلة مزروعة إلى جانب الطريق.

الصورة الثالثة

الصورة الثالثة قديمة أيضا وبعد البحث عنها عبر محرّك غوغل، تبيّن أنها منشورة على موقع "ويكيميديا" الذي يوضح أنها تظهر تدريبا على تقديم الإسعافات الأولية لجنود مصابين نظم في بريطانيا. والتقطت الصورة في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2007 .
 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 كانون الثاني/ يناير 2020 عن موقع WIKIMEDIA.ORG

الصورة الرابعة

يظهر في الصورة الرابعة جندي مبتور القدم على أنها أيضا في قاعدة عين الأسد. لكنها في الحقيقة ملتقطة في 15 أيلول/ سبتمبر 2011، ويشير النصّ المرافق لها على موقع "سي بي إس نيوز" إلى أنّها محاكاة  لهجوم في مركز تدريب للجيش الأميركي. وهنا، يتدرب فوج المشاة على نقل جندي "مصاب"  بهدف إجلائه.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 كانون الثاني/ يناير 2020 عن موقع CBS NEWS

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا