"وول ستريت" لم تتحدّث عن ضربة مصريّة دقيقة على ليبيا، وهذه الصور ملتقطة في حوادث سابقة

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك منشوراً يدّعي أنّ صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركيّة أفادت أنّ القوات الجويّة المصريّة استهدفت معسكراً تركياً في العاصمة الليبية بضربة تعدّ "من أحكم الضربات وأدقها في تاريخ مصر الحديث". لكنّ هذا الادعاء لا أساس له من الصحّة بحسب ما أكّدت الصحيفة الأميركية لوكالة فرانس برس، والصور المرفقة بالمنشور قديمة ولا علاقة لها بليبيا.

يتضمّن المنشور ثلاث صور تظهر غارات جويّة ونصاً جاء فيه "اليوم نفّذت القوات الجوية المصرية قبل صلاة الجمعة مباشرة عملية تسمّى عملية القلب المفتوح ويقال إنها سميت بهذا الاسم لأنها استهدفت معسكراً تركياً في قلب طرابلس (العاصمة) وأفادت الصحف الأجنبية مثل صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن هذه الضربة تعدّ من أحكم الضربات وأدقها التي نفذتها مصر فى العصر الحديث".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 حزيران/يونيو 2020 عن موقع فيسبوك

وأضاف المنشور أنّ مسؤولاً تركياً صرّح أنّ الأتراك "غير مندهشين بقدرة مصر ويعلمون أنّها من الدول العظمى...وهي تشكّل عائقاً في الاستيلاء على ليبيا". وقد حظي بآلاف المشاركات من صفحات عدّة في موقع فيسبوك. 

ليبيا ساحة صراع 

بدأ تداول المنشور في 12 حزيران/يونيو، ولا يزال منتشراً حتى إعداد هذا التقرير، في وقت تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من تركيا الضغط على قوات المشير خليفة حفتر المدعوم من مصر والسعودية والإمارات.

وقد ساعدت تركيا، ولاسيما بطائراتها المسيّرة ومنظوماتها الدفاعية، قوات حكومة الوفاق التي تعترف بها الأمم المتّحدة على تحقيق انتصارات هامة في الأسابيع الأخيرة على الحكومة الموازية التي يدعمها حفتر في شرق البلاد.

وول ستريت جورنال تنفي

لكنّ "وول ستريت جورنال" لم تنشر شيئاً عن ضربة مصريّة في ليبيا.

وقال مسؤول في الصحيفة لوكالة فرانس برس "وول ستريت جورنال لم تنشر ما نُسب لها".

ولم يعثر فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس عن هذا الخبر في أيّ صحيفة أجنبيّة. 

فما حقيقة الصور المرفقة بالخبر؟

صور قديمة لا علاقة لها بليبيا

يبدو في الصورة الأولى سرب من الطائرات الحربيّة، وقد التقطها مصوّر لوكالة فرانس برس عام 2015، وهي تظهر طائرات رافال فرنسيّة تحلّق في سماء القاهرة بعد تسليم ثلاث طائرات من أصل 24 اشترتها مصر من فرنسا.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 حزيران/يونيو 2020 عن موقع AFPforum

أمّا الصورة الثانية فنشرها موقع "أورينت" السوريّ في الأول من آذار/مارس 2020 على أنّها تظهر استهداف الطيران التركيّ لمعسكرٍ سوريّ في إدلب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 حزيران/يونيو 2020 عن موقع Orient

وتظهر الصورة الثالثة انفجاراً لما يبدو أنّه مركزٌ عسكريّ، وقد أرشد البحث عنها إلى الصورة نفسها منشورة في موقع وكالة "تسنيم" الإيرانيّة عام 2014 إلى جانب خبرٍ عن انفجارٍ مستودعٍ للذخيرة لحركة "أحرار الشام" في إدلب.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 17 حزيران/يونيو 2020 عن موقع "تسنيم"

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا