قاضٍ أميركي يأمر بحرق القرآن؟ خطأ، الفيديو للقس المتطرّف تيري جونز

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 19 مارس 2019 الساعة 15:49
  • اريخ التحديث 20 مارس 2019 الساعة 11:55
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
  • إعداد: جوزيت أبي تامر
يحظى مقطع مصوّر يقول ناشروه إنّه لقاضٍ أميركيّ يأمر بحرق القرآن، بعشرات آلاف المشاركات على موقع فيسبوك، وهو مرفق بنص يبدأ بوسم "عاجل". لكنّ الفيديو في الحقيقة يعود إلى العام 2011 وليس لقاضٍ أميركيّ بل للقس تيري جونز الذي يرأس جماعة إنجيلية صغيرة متشددة في فلوريدا.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 19 آذار/مارس 2019 عن موقع فيسبوك

لا يزال المقطع متداولا حتى إعداد هذا التقرير، مرفقا بدعوة للمشاركة حتى "يلعن العالم العربي كله" هذا "القاضي الأميركيّ".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 19 آذار/مارس 2019 عن موقع فيسبوك

لكنّ البحث عن الفيديو يظهر أنّه يعود إلى شهر آذار/مارس من العام 2011، وأن الجالس على ما يشبه قوس المحكمة ليس قاضياً كما يُشاع، بل القس تيري جونز الذي أثار حينذاك ضجّة في جميع ارجاء العالم بدعوته إلى حرق القرآن. ويتزّعم تيري جونز كنيسة متشددة في فلوريدا يطلق عليها اسم "دوف وورلد أوتريتش سنتر".

في ذاك اليوم العشرين من  آذار/مارس من العام 2011، رتّب القسّ جونز قاعة تابعة لكنيسة في فلوريدا على شكل محكمة لعقد جلسة فيها "لمحاكمة القرآن".

استمع جونز خلال هذه المحاكمة الصوَريّة لما قُدّم على أنه "جهة ادعاء"، و"جهة دفاع" مثّلها رجل دين مسلم من دالاس، فضلا عن شهود وهيئة محلّفين.  إثر ذلك، أصدر "حُكماً" اعتبر فيه القرآن "مذنبًا"، ثم وضعت نسخة منه على طبقٍ حديدي في وسط القاعة وأضرمت فيها النار.

وكان جونز أثار عام 2010 عاصفة سياسية وإعلامية في كل أنحاء العالم استمرت خمسة أيام وتخللتها تظاهرات في العالم الإسلامي وموجة تنديد غربي، بعد إعلان نيّته حرق القرآن في الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 أيلول/سبتمبر.

وسارع الرئيس الاميركي باراك اوباما وعشرات من رؤساء الدول والبابا بنديكتوس السادس عشر الى دعوة جونز الذي كان مجهولا تماما قبل ذلك، إلى التخلي عن مشروعه. وفي نهاية المطاف، لم ينفذ خطته وتعهد بعدم المضي فيها مستقبلا.

إلا أنه عاد ونفّذها في العام 2011، وكان الحدث مفتوحاً أمام الجمهور، لكن عدد الحاضرين لم يتجاوز الثلاثين.

وبعد شهر من الحادثة، سُجن جونز ومعاونه لفترة قصيرة في ضاحية ديربورن بولاية ميشيغان، لسعيه لتنظيم تظاهرة أمام أحد المساجد بدون الحصول على تصريح.

وفي العام 2013 أوقفته سلطات فلوريدا الأميركية فيما كان يستعد لإحراق 2998 مصحفاً في الذكرى الثانية عشرة لاعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، ووجهت إليه تهمة نقل الوقود بشكل غير مشروع وحيازة سلاح ناري. ولدى توقيفه، كان يقود شاحنة "بيك آب" تجر قاطرة تحتوي على جهاز شواء فيه مصاحف سكبت عليها مادة الكيروسين.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا