هذه ليست صورة منفّذ هجوم نيوزيلندا بين عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 20 مارس 2019 الساعة 13:37
  • اريخ التحديث 20 مارس 2019 الساعة 16:40
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
  • إعداد: خالد صبيح
انتشرت على مواقع التواصل باللغة العربية صورة على أنها لمنفّذ مجزرة نيوزيلندا مع عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية في تركيا، لكنها في الحقيقة لأحد المقاتلين في فصيل تركماني من المعارضة السورية المسلّحة في ريف اللاذقية أثناء زيارة نائب تركي لمواقعهم.

وتداول مئات المستخدمين هذه الصورة على موقعي فيسبوك وتويتر وعبر تطبيق واتساب منذ الساعات الأولى التي تلت الهجوم.

وتظهر فيها مجموعة من المسلّحين الملتحين تحت راية "لا إله إلا الله" باللون الأسود وعلم تركيا، ووُضعت إشارة حول رأس أحدهم للإشارة إلى أنه المتطرّف الأسترالي برينتون تارنت الذي نفّذ الهجوم الدامي على مسجدين في في كرايست تشيرش بنيوزيلندا في الخامس عشر من آذار/مارس، موقعا خمسين قتيلا وعشرات الجرحى.

ومع أن تارنت، مدرّب اللياقة البدنيّة السابق البالغ من العمر 28 عاما، جاهر خلال التحقيقات بكونه فاشياً من المنادين بتفوّق العرق الأبيض، فإن ذلك لم يثن متداولي الصورة عن القول إنه كان في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.

وكتب أحد مستخدمي موقع فيسبوك "هذا الأسترالي من المرتدين عن داعش ووحشيته"، وأن وحشية الهجوم "تدل على تربيته الداعشية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

 

وذهب مستخدم آخر إلى أن الصورة تثبت مقولة إن "داعش هي صناعة اليمين الغربي المتطرف لقتل المسلمين حتى ولو تنكروا تحت رايات وشعارات إسلامية".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك

 

فيما وصل آخرون إلى حدّ اتّهام الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان بـ"احتضان الإرهابيين".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك


 

وكتب مستخدم آخر "سفاح نيوزيلندا ثلاثة سنوات في تركيا من ٢٠١٢حتى ٢٠١٥ انتقل إلى سوريا عام ٢٠١٦ وانضم إلى داعش (الدولة الإسلامية) من المسؤول؟".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آذار/مارس 2019 من موقع فيسبوك



 

عناصر مثيرة للشكّ

لكن بعض العناصر في الصورة تبعث على التشكيك في صحّة ما ورد من تعليقات حولها.

فتنظيم الدولة الإسلامية يتبع نهجاً متشددا من السلفيّة الجهاديّة يحرّم رفع أي علم لأية دولة غير دولة "الخلافة الإسلامية"، ويصف المخالفين في ذلك بالكفر والشرك.

أما الراية السوداء التي تحمل عبارة "لا إله إلا الله"، فهي ليست تلك التي يرفعها التنظيم، بل هي معتمدة لدى فصائل إسلامية أخرى حول العالم، في حين أن راية التنظيم تتوسّطها دائرة بيضاء كتبت فيها بالأسود عبارة "محمد رسول الله".

Image
العلم المعتمد لدى تنظيم الدولة الإسلامية

ويطلق التنظيم على رايته هذه اسم "راية التوحيد" أو "راية الخلافة الإسلامية" ولا يحبّذ رفع الرايات السوداء الأخرى بل يعتبرها رمزاً لخصومه الإسلاميين.

Image
راية "لا إله إلا الله" المعتمدة من فصائل إسلامية عدّة حول العالم

فهذا المقطع مثلاً يظهر عنصراً من تنظيم الدولة الإسلامية بعد السيطرة على حقل نفطي في شرق سوريا، يُنكّس راية سوداء لجبهة النصرة ليرفع مكانها الراية المعتمدة من تنظيمه، ويصف الراية الأولى بأنها "راية الصحوات"، في إشارة إلى المسلمين السنّة في العراق الذين هادنوا الولايات المتحدة والغرب، على اعتبار أنهم مفرّطون بالمبادئ الإسلامية.

 

فرقة "السلطان عبد الحميد"

أرشد البحث عن الصورة عبر محرّكات البحث إلى مقال نشرته شبكة "سي إن إن" التركية في العام 2015 لزيارة النائب التركي السابق كابتان كارتال من حزب "الاتحاد الكبير" القومي المحافظ إلى جبال اللاذقية شمال سوريا دعماً لمقاتلين تركمان من المعارضة السورية. وأرفق المقال بصور منها الصورة نفسها التي انتشرت أخيراً على أنها لمنفّذ هجوم نيوزيلندا بين عناصر من الدولة الإسلامية.

:ونتيجة البحث المتقدّم، أمكن العثور على مقطع يصوّر هذه الزيارة.

 

وأمكن العثور في موقع "سي إن إن" على صورة أخرى تُظهر بوضوح الرجل الذي أشير له على أنه برينتون تارنت.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آذار/مارس 2019 من موقع "سي أن أن" باللغة التركية

ولا يمكن الحديث عن وجود أي شبه بين المقاتل المشار إليه في الصورة، وبين برينتون، لكن ذلك لم يمنع انتشار الصورة على نطاق واسع على أنها صورته.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 20 آذار/مارس 2019 من مقطع على يوتيوب لتقرير لمحطة "تي آر تي وورلد" التركية
 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا