هذا المصحف الملطخ بالدماء لم يعثر عليه في أحد موقعي الاعتداء في نيوزيلندا

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 21 مارس 2019 الساعة 12:50
  • اريخ التحديث 21 مارس 2019 الساعة 12:52
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 1 دقيقة
  • إعداد: دانيال صالح
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لمصحف ملطخ بالدماء حظيت بآلاف المشاركات على فيسبوك وتويتر وإنستاغرام كما على منصة باز العربية، وتناقلتها صفحات في شتى أنحاء العالم من الدول العربية إلى الهند وباكستان وصولا إلى نيجيريا. وأرفقت الصورة بنصوص توحي بأنها التقطت في موقع الهجوم في كرايست تشيرش في نيوزيلندا. هذا خطأ، لأن الصورة سبق ونشرت في أيلول/سبتمبر 2018.

ولا تزال الصورة متداولة إلى حين إعداد التقرير، وقد نشرت مع تعليقات تشير بصراحة إلى أنها صورة مصحف في أحد المسجدين اللذين استهدفهما أستراليّ عنصريّ متطرف الأسبوع الماضي في نيوزيلندا، أو توحي بارتباطها بالاعتداء الذي أوقع خمسين قتيلا وعشرات الجرحى خلال صلاة الجمعة.

وحظيت الصورة في إحدى الصفحات العربية على فيسبوك بألف وخمسمئة مشاركة، وأعلن ناشروها أن المصحف الذي يظهر فيها "سيكون شاهدا لشهداء نيوزيلندا حاملا لدمائهم".

وأعلنت صفحة تدّعي بأنها "الصفحة الرسمية الوحيدة" لمولانا طارق جميل، وهو داعية إسلامي باكستاني، "هذه هي صفحة القرآن التي كان يقرأها صديقي في مسجد النور في كرايست تشيرش في نيوزيلندا حين استشهد. ذهب باكرا ليؤدّي صلاة الجمعة في الصفّ الأول".

 

صورة قديمة

لكن البحث عن الصورة على محرك "غوغل" يكشف أنها تعود إلى ما قبل اعتداء نيوزيلندا، إذ نشرت في الحقيقة في أيلول/سبتمبر 2018.

وأول نسخة للصورة على مواقع التواصل عثر عليها فريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس، نشرت في حساب "مسلم ديلي" على تويتر، مع تعليق يشير إلى أنها التقطت في الصومال بعد ضربة جوية أميركية. ويوضح التعليق أنه "قرآن ملطخ بدماء أطفال قتلوا في ضربة لطائرة أميركية بدون طيار في الصومال دمرت مدرسة قرآنية ومستشفى".

وصعّدت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة حملة ضرباتها الجوية بواسطة طائرات حربية وطائرات بدون طيار على حركة الشباب الإسلامية في الصومال.

واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير الأربعاء الجيش الأميركي بقتل مدنيين في هذه الضربات، وأحصت أكثر من مئة غارة أميركية على الصومال خلال العامين الماضيين. غير أن واشنطن نفت ذلك مؤكدة أن جميع القتلى جراء غاراتها منذ 2017 من عناصر الحركة المتشددة، نافية نفيا أن تكون تسببت بسقوط ضحايا مدنيين.

ولم يكن من الممكن التثبت من مصادر مستقلة من حقيقة الصورة وارتباطها فعليا بغارة في الصومال. لكن ما يمكن تأكيده بجلاء أنها لم تلتقط بعد اعتداء نيوزيلندا.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا