التغريدة المنسوبة لشيخ الأزهر عن مقاطعة البضائع الفرنسية غير صحيحة
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 24 نوفمبر 2020 الساعة 17:06
- اريخ التحديث 24 نوفمبر 2020 الساعة 17:46
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
تبدو الصورة المتداولة وكأنها ملتقطة من حساب شيخ الأزهر على موقع تويتر، وتظهر فيها ما تبدو وكأنها تغريدة من حسابه جاء فيها باللهجة العاميّة المصريّة: "لو لم تكن حاربتَ مع النبيّ وهو حيّ، جاءتك الفرصة الآن لتأخذ دورك، لا تكن كالمنافقين الذين تركوا النبيّ في الغزوات".
وأرفقت هذه "التغريدة" بوسوم وعبارات عن مقاطعة البضائع الفرنسية بما يوحي بأن شيخ الأزهر دعا للمقاطعة، وقد شاركها آلاف المستخدمين على موقعي فيسبوك وتويتر.
موقف حاسم لمشيخة الأزهر
كانت مشيخة الأزهر في مصر من أولى الجهات في العالم الإسلامي التي ندّدت بحديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التطرّف الإسلامي.
وفي الرابع من تشرين الأول/أكتوبر، وصف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام بأنها "عنصرية" و"تدعم خطاب الكراهية".
جاء ذلك بعد يومين على حديث ماكرون عن "التصدّي للانعزاليّة الإسلامية الراديكالية" وقوله إن "الإسلام يعيش أزمة في كلّ مكان في العالم".
بعد ذلك بنحو شهر، طلب شيخ الأزهر من وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الذي زاره في القاهرة وقف استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي فوراً.
وقال الشيخ أحمد الطيّب لضيفه الفرنسي: "وددنا أن يكون المسؤولون في أوروبا على وعي بأن ما يحدث لا يمثل الإسلام والمسلمين، خاصة أن من يدفع ثمن هذا الإرهاب هم المسلمون أكثر من غيرهم"، وذلك بعد مقتل المدرّس الفرنسي سامويل باتي في باريس على يد متشدّد شيشاني.
دعوة للمقاطعة؟
لكن شيخ الأزهر لم يدع إلى مقاطعة فرنسا.
فبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في القاهرة: "لم يصدر عن شيخ الأزهر أي موقف يدعو لمقاطعة البضائع الفرنسية ولم يُشر الأزهر إلى حملة المقاطعة في كلّ تعليقاته على تلك الأزمة بل اكتفى بالدعوة إلى احترام المعتقدات".
ولدى تفحّص الحساب الرسمي لشيخ الأزهر على تويتر مكن ملاحظة أن التغريدة المنسوبة له غير موجودة.
من جهة أخرى، من المستبعد جداً أن ينشر شيخ الأزهر تغريدة باللهجة العامية وبكتابة ركيكة على حسابه الرسمي الذي ينشر عادة تغريدات بلغة فصيحة بليغة، أو بلغات أجنبيّة منها اللغة الفرنسية التي يتحدّث بها شيخ الأزهر بطلاقة.
كما أنه من المستبعد أن يصدر موقف مماثل عن شيخ الأزهر لا يثير ضجّة في وسائل الإعلام المحليّة والعالميّة، للأهميّة المعنويّة التي يمثّلها هذا المنصب عند المسلمين في العالم، وأيضاً نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربط مصر بفرنسا.
وبحسب ما وقع عليه صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ظهر هذا المنشور بهذه الصيغة في الرابع والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي على موقع فيسبوك، على حساب لم يدّع أن من قاله هو شيخ الأزهر أو غيره.
وانتقل المنشور في اليوم التالي إلى موقع تويتر، ولم يُنسب لأحد أيضاً.
بعد نحو عشرة أيام، أي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر ظهر المنشور على صفحة يتابعها أكثر من مليون شخص تروّج لخطب رجل الدين السعودي محمد العُريفي ودروسه الدينية، وذّيّل المنشور بعبارة: "منقول".
بعد ذلك بيومين، ظهر المنشور منسوباً لشخصيات عدّة، من بينهم شيخ الأزهر مع صورة مركّبة لتغريدة منسوبة له، وشاركه على هذا الأساس آلاف المستخدمين رغم ما فيه من عناصر تثير الشكّ بصحّته.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا