هذه الصورة لا تظهر علم فرنسا مرفوعا خلال تظاهرة في الجزائر

يتداول مستخدمون لفيسبوك صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر علم فرنسا مرفوعا خلال تظاهرة في بجاية شرق الجزائر. لكنّ العلم الظاهر في الصورة هو العلم الكوبيّ.

يبدو في الصورة آلاف المتظاهرين بعضهم يحمل أعلاماً أمازيغيّة، تتقدّمهم لافتة يتوسّطها علم الجزائر وتحمل كتابات باللغتين العربيّة والفرنسيّة، وبعض مما يقرأ منها "عصيان مدني إجباري" و"الجزائر في خطر".

أضيف إلى الصورة سهمٌ أبيض يشير باتجاه علم  أزرق وأبيض وأحمر مرفوع وسط التظاهرة، وجاء في النصّ المرافق لها "علم فرنسا يرفرف في بجاية اليوم".

وحظيت الصورة بأكثر من مئتي مشاركة عبر هذه الصفحة، بالإضافة إلى مئات المشاركات عبر صفحات أخرى. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 كانون الأول / ديسمبر 2019 عن موقع فيسبوك

الجمعة الأخير قبل الانتخابات 

بدأ انتشار هذه الصورة بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، في السادس من كانون الأول/ديسمبر، تزامناً مع تظاهرات شهدتها الجزائر في يوم الجمعة الأخير قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 كانون الأول/ديسمبر.

يرفض المتظاهرون هذه الانتخابات لعدم ثقتهم بالسلطة الحالية معتبرين أنها من مخلّفات النظام السابق. ويطالب الحراك الاحتجاجي المتواصل منذ 22 شباط/فبراير، بتفكيك كل "النظام" الممسك بالحكم منذ الاستقلال عام 1962، وذلك بعد التمكن من دفع الرئيس عبد العزير بوتفليقة نحو الاستقالة في 2 نيسان/أبريل بعد نحو 20 عاما على رأس الدولة.

تشابهٌ ألوان

تظهر على العلم المشار إليه في الصورة المتداولة ألوان الأحمر والأبيض والأرزق، وهي ألوان العلم الفرنسي نفسها، لكنّها لا تبدو على شكل ثلاثة أشرطة عمودية كما في علم فرنسا، بل يظهر خطٌّ أبيض بين خطيّن أزرقين أفقيين وأطراف نجمة على ما يبدو على الجزء الأحمر، ما يشير إلى أنّ الراية المرفوعة ما هي إلاّ العلم الكوبيّ.

Image
مقارنة بين العلم الظاهر في الصورة والعلم الكوبيّ

تحملُ الصورة علامة مائيّة باسم "بجاية كن المراقب"، وأرشد البحث عن هذا الاسم عبر فيسبوك إلى الصفحة حيث نشرت الصورة للمرّة الأولى، قبل أن يضاف إليها في منشورات لاحقة السهم الأبيض الموجّه نحو العلم الكوبيّ على أنّه علمٌ فرنسيّ.

نشرت الصفحة صوراً أخرى للتظاهرة عينها يظهر فيها العلم نفسه لكن من الجهة الأخرى وتبدو عليه صوة أرنستو تشي غيفارا (1928-1967) رمز الثورة الكوبية الذي قتل في بوليفيا حيث كان يساعد الثوار.

Image
مقارنة بين صورتين نشرتا في 6 كانون الأول/ديسمبر على صفحة "بجاية كن المراقب"
Image
 
 
 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا