هذه الصورة التقطت في 17 أيّار/مايو 2019 لتظاهرة في الجزائر وليست حديثة 

تفليقة الى الاستقالة بعد أن قضى 20 عاما في الحكم، وهو اليوم يطالب بمؤسسات انتقالية لإصلاح النظام ويرفض أن تشرف السلطة الحالية على الانتخابات الرئاسية معتبراً أنها مناورة من النظام للحفاظ على استمراريته.

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك صورة لتظاهرة أمام مبنى البريد المركزي في العاصمة الجزائريّة يدّعي ناشروها أنّها التقطت بتاريخ العاشر من كانون الثاني/ديسمبر الحاليّ. لكنّ الصورة تعود في الحقيقة إلى 17 أيّار/ مايو 2019.

نظهر الصورة المنشورة حشداً كبيراً من المتظاهرين أمام مبنى البريد المركزي في العاصمة، وحظيت بأكثر من خمسة آلاف وخمسمئة مشاركة عبر هذه الصفحة فقط، بالإضافة إلى مئات المشاركات عبر صفحات أخرى.   

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 كانون الأول / ديسمبر 2019 عن موقع فيسبوك

تظاهرة ثلاثاء ما قبل الانتخابات؟

جاء في النصّ المرافق للصورة "الطلبة يزلزلون العاصمة الآن في أكبر مسيرة لهم منذ بداية الحراك"، ونشرت بتاريخ 10 كانون الأول/ ديسمبر 2019، ما يوحي بأنّها تعود للتظاهرة الطلاّبية التي جرت الثلاثاء قبل 48 ساعة من الانتخابات الرئاسيّة في 12 كانون الأول/ديسمبر والتي يرفضها الحراك. 

وتظاهر آلاف الطلاّب الثلاثاء كما في كل أسبوع في الجزائر العاصمة، وجاب المتظاهرون المحاور الرئيسية لوسط المدينة وصولا الى ساحة البريد المركزي، نقطة التقاء كل التظاهرات منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في 22 شباط/فبراير.

ونجح الحراك في دفع الرئيس عبد العزيز بو

وفي ظل هذا الوضع، هل التقطت الصورة المتداولة فعلا خلال تحرّك 10 كانون الأول/ ديسمبر 2019؟

تحرّك الجمعة الثالث عشر

أرشد البحث عبر محرّك غوغل إلى الصورة نفسها منشورةً بتاريخ 17 أيّار/مايو 2019 عبر مواقع إخباريّة عدّة وعبر صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي (1,2,3).

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 12 كانون الأول / ديسمبر 2019 عن موقع "العين"

وتشير النصوص المرافقة لها إلى أنّها تعود لتحرّك جرى في ذلك التاريخ، في يوم الجمعة الثالث عشر في العاصمة. يومها تجمّعت أعداد كبيرة من المتظاهرين رغم الانتشار الكثيف لرجال الشرطة في المكان قبل وصولهم. 

ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من صعود درج مبنى البريد المركزي (الذي يظهر في الصورة)، وصاح المتظاهرون في وجه رجال الشرطة الذين منعوهم "يا للعار، يا للعار" وسط توتر واضح بين الطرفين.

وبعد ساعات من الصمود، اضطر رجال الشرطة إلى فتح الطريق أمام الحشود الكبيرة التي كانت في مواجهتهم، بحسب مراسل وكالة فرنس برس.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا