هذا الفيديو يصوّر تظاهرة جزائرية قبل أشهر في فرنسا وليس احتجاجاً راهناً على الانتخابات

حظي مقطع فيديو منتشر على أنه يصوّر تظاهرة في باريس في الأول من كانون الأول/ديسمبر 2019 لجزائريين ضدّ إجراء الانتخابات الرئاسية في بلدهم بعشرات آلاف المشاهدات، لكنه في الحقيقة يصوّر تظاهرة جرت في آذار/مارس الماضي على أقرب تقدير، قبيل استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

يُظهر المقطع المصوّر ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية يحتشد فيها آلاف المتظاهرين حاملين الأعلام الجزائرية والأمازيغية وهم يرددون هتافات، وقد نُشر المقطع على عدد كبير من الصفحات على مواقع التواصل.

وأرفق المقطع بتعليقات تشرح أن هذه التظاهرة جرت في الأول من كانون الأول/ديسمبر الجاري في باريس، رفضاً للانتخابات الرئاسية المقرّرة في الجزائر في الثاني عشر من الشهر نفسه.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2019 من موقع فيسبوك

ونشر المقطع أيضاً على موقع يوتيوب:

تظاهرات مستمرّة ضدّ إجراء الانتخابات الرئاسية الجزائرية

يرفض الحراك الاحتجاجي الجزائري إجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد الذي حدّدته السلطات الانتقالية في الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر 2019، على اعتبار أنه وسيلة لتجديد النظام الحاكم  منذ الاستقلال في العام 1962.

وفي هذا السياق، تتواصل في الجزائر التظاهرات المعارضة لإجراء الانتخابات. وفي الخارج، تتواصل الاحتجاجات أيضاً أمام مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها منذ السابع من الشهر الحالي.

وفي فرنسا تحديداً، نُظّمت تظاهرات أمام المراكز القنصليّة الجزائرية ولا سيما في باريس، فيما سجّلت حركة إقبال ضعيفة على الاقتراع.

هل يصوّر المقطع واحدة من هذه التظاهرات المعارضة في فرنسا؟

لكن هذا المقطع وإن كان يصوّر فعلاً تظاهرة للحراك الجزائري في باريس، إلا أنه مصوّر قبل أشهر على الأقل وليس مطلع الشهر الحالي.

فقد أرشدت تجزئة المقطع إلى صور ثابتة والتفتيش عنها عبر محركات البحث إلى مقاطع مماثلة منشورة كلها في السابع عشر من آذار/مارس 2019.

ويمكن العثور على الفيديو نفسه منشوراً على صفحة المذيعة في قناة الجزيرة خديجة بن قنة، في السابع عشر من آذار/مارس الماضي.

ولدى مقارنة المقطع المنتشر حديثاً على أنه لتظاهرة مطلع الشهر الحالي، مع المقاطع المنتشرة في آذار/مارس، يمكن تحديد عدد من عناصر التشابه: موقع الخيم البيضاء، والمظلة الزرقاء، وعدد من الأعلام.

Image
صورة مزدوجة تظهر العناصر المتشابهة بين المقطع المتداول حديثاً والمقطع المنتشر قبل أشهر

وعلى ذلك، فإن هذا المقطع يعود على الأقل إلى السابع عشر من آذار/مارس، أي يوم الأحد الرابع الذي شهد تظاهرات للجالية الجزائرية في باريس. وفي ذلك اليوم اكتسبت التحرّكات زخماً كبيراً بعد إعلان بوتفليقة عدم ترشّحه لولاية خامسة وتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 نيسان/أبريل لأجل غير مسمّى.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا