خطأ، هذا الفيديو يظهر تفريق تظاهرة في الجزائر ولا علاقة له بإجراءات كورونا المستجد؟

عشرات آلاف المشاركات ومئات آلاف المشاهدات جمعها مقطع مصوّر نُشر على أنه يُظهر الشرطة في إحدى دول المغرب تهاجم أشخاصاً غير ملتزمين بالحجر المنزلي المفروض لوقف انتشار فيروس كورونا المستجدّ، لكنه في الحقيقة ملتقط أثناء تفريق تظاهرة معارضة في الجزائر قبل فرض الحجر والإقفال، ولا علاقة له بانتشار فيروس كورونا المستجدّ.

 

ويُظهر هذا المقطع عناصر من الشرطة يهاجمون أشخاصاً بالهروات ويطاردونهم بين السيارات المركونة على جانبي إحدى الطرقات، وقد نشر على صفحات مغربية وجزائرية.

وجاء في التعليقات المرفقة "طريقة تعقيم شوارع العاصمة"، بما يوحي بأن ما تفعله الشرطة هو من ضمن تطبيق الإجراءات المتخذة لمواجهة انتشار الوباء في أحد البلدين.

Image

صورة ملتقطة في 15 نيسان/أبريل 2020 من موقع فيسبوك 

وجمع هذا المقطع أكثر من 12 ألف مشاركة و670 ألف مشاهدة من هذه الصفحة وحدها إضافة إلى آلاف المشاركات والمشاهدات على صفحات أخرى.

وانتشر المقطع في هذا السياق باللغة الفرنسية أيضاً، سواء على أنه ملتقط في الجزائر أو في المغرب

لكن صحافيي وكالة فرانس برس في دول المغرب سرعان ما شكّوا بصحّة هذه الادّعاءات، علماً أن المقطع يبدو ملتقطاً فعلاً في وسط الجزائر العاصمة.

لماذا الشك؟

لأن الحجر المنزلي والإقفال الذي تفرضه السلطات الجزائرية ليس تاماً وإنما هو جزئي وخصوصاً في العاصمة، وأيضاً لأن الفيديو يشبه المقاطع التي تصوّر تفريق التظاهرات في الجزائر.

 

فيديو من تفريق تظاهرة

أرشد التفتيش عن هذه الصور على محرّكات البحث إلى المشاهد نفسها منشورة في السابع من آذار/مارس 2020، على أنها تُظهر تفريق الشرطة الجزائرية لمتظاهرين.

 وبحسب وسائل إعلام محليّة، فإن هذه الصور تُظهر تفريق قوات الأمن لتظاهرة معارضة للنظام، ضمن سلسلة التظاهرات المتواصلة التي شهدتها الجزائر والتي أدت إلى الإطاحة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وتواصلت من بعده مطالبة بتغيير الطبقة السياسية، قبل أن تتوقّف بسبب تفشّي الوباء.

ونشرت الشرطة أعداداً كبيرة من عناصرها في ذلك اليوم، وطاردت المتظاهرين وأوقفت عشرات منهم، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس في الجزائر.

لا علاقة مع الحجر الصحّي

لكن الفيديو لا علاقة له بالحجر الصحّي والإجراءات المقرّرة لتطويق انتشار وباء كوفيد 19.

فالسلطات الجزائرية لم تفرض حتى الآن إقفالاً تامّاً في مناطق البلاد، ما عدا في ولاية بليدة في الغرب التي تتركّز فيها 43 % من الإصابات في هذا البلد.

وفي الجزائر العاصمة، يسود حظر تجوّل جزئيّ. وقد بدأ هذا الإجراء في الثالث والعشرين من آذار/مارس.

أما الفيديو المتداول، فهو ملتقط في السابع من آذار/مارس، أي قبل اتخاذ أية إجراءات حجر أو منع تجوّل، سواء في الجزائر أو في المغرب، ولا علاقة له بالتالي بإجراءات تطويق الوباء، بل هو تفريق لمتظاهرين معارضين في وسط الجزائر.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا