المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية لم يقل في مؤتمر صحافي إن طالبان تقتل الشعب الأفغاني "بأوامر من قطر"
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 16 سبتمبر 2019 الساعة 11:00
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
بماذا نحقق؟
نشر موقع العربية في الثامن من أيلول/سبتمبر مقالا بعنوان "المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية: طالبان تقتل شعبنا بأوامر من قطر". ونشرت القناة العنوان نفسه على صفحتها "العربية عاجل" على موقع تويتر.
وقال الموقع في مطلع المقال إن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي أعلن "أن طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر، وفق ما أفادت +أفق نيوز+ ووكالات أنباء أفغانية أخرى".
وعنونت جريدة الشرق الأوسط: "كابل تتهم الدوحة بالوقوف وراء هجمات طالبان"، ناقلة عن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي قوله في مؤتمر صحافي إن "(طالبان) تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من الحكومة القطرية"
وتناقلت صحف عربية أخرى مثل الرياض والبيان والخليج واليوم السابع هذا الخبر على مواقعها الإلكترونية وعلى صفحاتها على فيسبوك.
سياق نشر الخبر
في مطلع أيلول/سبتمبر، اختُتمت في قطر جولة تاسعة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان سعيا للتوصل إلى اتفاق ينهي النزاع في أفغانستان ويتيح لواشنطن سحب قواتها من هذا البلد بعد 18 عاما على اجتياحه لإسقاط نظام طالبان فيه إثر اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001، على أن تقدم حركة طالبان في المقابل ضمانات أمنية.
وفيما بدا الطرفان على وشك التوصل إلى اتفاق سلام، عاد الموفد الأميركي زلماي خليل زاد إلى الدوحة في الخامس من أيلول/سبتمبر لاستكمال المفاوضات بعدما زار كابول حيث واجه تحفظات على "اتفاق مبدئي" مع طالبان عرضه على الحكومة الأفغانية.
لكن في اليوم نفسه، نفّذت حركة طالبان هجوماً في كابول أسفر عن سقوط 12 قتيلا بينهم جنديان من قوة الحلف الأطلسي، أحدهما أميركي، عملا باستراتيجية يرى المحللون أنها تقوم على تكثيف الضغوط على واشنطن مع قرب التوصل إلى اتفاق، ولا سيما بعدما أعلن ترامب أنه يعتزم مباشرة الانسحاب العسكري من أفغانستان قبل بدء معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
بعد يومين، في السابع من أيلول/سبتمبر، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف المحادثات الجارية مع طالبان. كما أحدث مفاجأة كبرى بإعلانه إلغاء لقاء كان مقررا سرا مع قادة الحركة وبشكل منفصل مع الرئيس الأفغاني أشرف غني في كامب ديفيد. وبرر ترامب قراره بالهجوم الذي أودى بجندي أميركي.
في اليوم التالي، عقد المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صديق صدّيقي مؤتمراً صحافياً علّق فيه على هذه المستجدات.
ماذا قال صديقي في المؤتمر؟
تستضيف قطر منذ العام 2013 مكتباً سياسياً لحركة طالبان لتسهيل مفاوضات السلام، وأثار هذا المكتب الذي رفعت عليه في بادئ الأمر راية الحركة وعلقت عليه لوحة تستخدم تسمية "إمارة أفغانستان الإسلامية"، استياء ولاسيما من السلطات الأفغانية التي اعتبرته آنذاك "مؤامرة لتقسيم أفغانستان". وتمت إزالة الراية واللوحة لاحقا.
لكن صدّيقي لم يقل في المؤتمر الصحافي العبارة المنسوبة إليه أن "طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر من قطر"، بحسب صحافيي وكالة فرانس برس الذين تابعوا المؤتمر في كابول.
وأوضح صحافيو فرانس برس في كابول لخدمة تقصّي صحّة الأخبار أن ذكر قطر جاء في سياق الردّ على سؤال حول مكتب طالبان في الدوحة، وأجاب صدّيقي بلغة البشتو "يتعين إنهاء شهر العسل الذي تعيشه طالبان في قطر، لقد افتتح هذا المكتب منذ 2013 ولكن لم يكن لطالبان يوما أي التزام من أجل إحلال السلام".
وقال أيضاً "نعتقد أن فرصة الانضمام للحياة السياسية سُنحت لطالبان. إلا أنها لم تنتهز الفرصة وواصلت أعمال العنف في الوقت الذي كانت تُجري فيه محادثات مع المبعوث الأميركي في قطر، ولم نر أي التزام للحركة بهدف تحقيق أية عملية سلام باستثناء الكلام، من ثم كانت تواصل قتل الأفغان وشركائنا".
ولم يأت على ذكر قطر بغير هذه العبارات.
وفي السياق نفسه، أكّد صحافيو فرانس برس في كابول أن موقع "أفق نيوز" الذي نسبت إليه بعض وسائل الإعلام العربية التصريح المتداول، لم يأت على ذكر ذلك.
وأتي ذلك على خلفية خلاف مزمن بين عدد من الدول العربية على رأسها السعودية، وقطر.
ففي 5 حزيران/يونيو 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم جماعات إسلامية متطرفة والتقرب من إيران التي تندد السعودية بتدخلها في شؤون المنطقة وبزعزعة الاستقرار في عدد من دولها. وتنفي الدوحة كل هذه الاتهامات.
وترافق قطع العلاقات الدبلوماسية مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين.
ردّ صدّيقي
غداة انتشار الخبر المضلّل، نفى صدّيقي ما نسب إليه، وكتب في تغريدة على تويتر "الصحافة الطائشة، والاقتباسات غير الصحيحة تماماً والتي لا أساس لها من الصحة ونسبت إلي، لم أصرح بهذا في مؤتمر صحفي الأمس وأنا أرفض ما نقلته عني القناة العربية بشدة". وأرفق تغريدته بلقطات من الشاشة أخذت عن حسابي العربية والعربية عاجل ومقال من صحيفة الشرق الأوسط.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا