هذه الصورة لطالبات يابانيات ملتقطة قبل الحرب العالمية الثانية

يتداول مستخدمو فيسبوك منذ الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2019، هذه الصورة التي يظهر فيها صف طويل ومنتظم من الأشخاص بلباس موحّد وعلى وجوههم أقنعة غاز. ويشرح النص المرفق أن الصورة " لطلبة يابانيين ذاهبين لمدارسهم خلال حربهم مع أميركا وإلقائها قنبلتين ذريّتين عليهم…". ويضيف أن هؤلاء الطلاب" استمروا بالدراسة وتحصيل العلم مرتدين أقنعة الوقاية". وينتهي المنشور بالقول إن اليابان "تقطف اليوم ثمار هذه التضحية بأن تصبح الدولة الأولى بالصناعة والتكنولوجيا.."

شارك هذا المنشور مئات المستخدمين وقد حصد على صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من 800 مشاركة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2019 عن موقع فيسبوك

ويشير النصّ المرفق بالمنشور إلى الهجوم النووي المدمّر الذي تعرّضت له اليابان في آخر الحرب العالمية الثانية.

ففي آب/أغسطس من العام 1945، قُتل 140 ألف شخص على الأقل بعدما ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على هيروشيما. وبعد ثلاثة أيام ألقت قنبلة ثانية على مدينة ناغاساكي راح ضحيتها 74 ألف شخص.

Image

رسم بياني عن الهجوم النووي على هيروشيما وناغاساكي / أف ب

ثلاثينات القرن الماضي

لكن الصورة لا علاقة لها بالحرب العالمية الثانية ولا بإلقاء الولايات المتحدة القنبلتين الذريّتين.

فقد أرشد البحث عن الصورة عبر محركات الشبكة العنكبوتية إلى مصدرها وهي معروضة في متحف طوكيو للفن الفوتوغرافي  بعنوان فتيات يتدرّبن على مواجهة هجوم بالغاز: عرض بأقنعة الغاز في طوكيو 1936 - 39.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2019 عن موقع https://topmuseum.jp/

وتندرج الصورة في إطار مجموعة أعمال فنّية للمصوّر الياباني هورينو ماساو (1907 - 1998) الرائد في مجال التصوير المعاصر في اليابان.

وقد التقطت الصورة قبل إعلان الولايات المتحدة الحرب على اليابان في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 1941 وبالتالي قبل الهجوم النووي بطبيعة الحال.

لماذا أقنعة الغاز؟

كان القلق في اليابان في ثلاثينات القرن الماضي جزءاً من الحياة اليومية. فمع غزو هذه الإمبراطوريّة لإقليم منشوريا الصيني عام  1931 وبدء حرب السنوات الخمس عشرة، عاشت تعبئة اجتماعية وعسكرية في الداخل مع توسيع الجبهة الحربية.

وقد استخدمت القوات اليابانية الغازات السامة والأسلحة البيولوجية ضد الصين ودول أخرى، وظهرت أقنعة الغاز في اليابان، في صفوف الأفراد والعائلات وحتى الحيوانات كالكلاب والأحصنة كجزء من حملة الدفاع الجوية بهدف التصدي لأي هجوم مضادّ بالغاز أيضاً.