خطأ، هذه الصورة ملتقطة أمام مقرّ للشرطة في لندن ولا تُظهر نساء منقبات يستفدن من أموال الضمان الاجتماعي الفرنسيّ
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 26 ديسمبر 2020 الساعة 12:59
- اريخ التحديث 26 ديسمبر 2020 الساعة 23:11
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 2 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي بلغات عدّة صورة قيل إنها تُظهر نساء منقّبات في فرنسا يستفدن من أموال الضمان الاجتماعي الفرنسي، في ما رآه المستخدمون دليلاً على التسامح مع المسلمين هناك. صحيح أن المسلمين الفرنسيين يستفيدون من التقديمات الاجتماعية على غرار أي مواطن فرنسيّ آخر، لكن هذه الصورة لا شأن لها بذلك، بل هي ملتقطة أمام مقرّ للشرطة في بريطانيا وقد رُكّبت عليها صورة لافتة للضمان الاجتماعي الفرنسي.
في أوساط المستخدمين باللغة الفرنسيّة، استُخدمت الصورة مرفقة بتعليقات من شأنها التخويف من انتشار النقاب في فرنسا، مثل: "هذه الصورة ملتقطة في فرنسا!" أو للحديث عن إصرار المنقبات على خرق القانون الفرنسي الذي لم يعد يجيز ستر الوجه تماماً في الأماكن العامة.
Elle n' est pas belle la France ?
— Carl Marois (@Carl_Marois) December 18, 2019
Photo prise à la CAF de Rosny sous Bois.
D'après la loi en vigueur sur le voile, elles sont toutes en infraction, mais elles auront quand même leur chèque. Continuez à travailler dur car elles ont besoin de votre argent et de votre soutien. pic.twitter.com/LM1hwPPv01
أما في أوساط المستخدمين العرب، فقد ظهرت هذه الصورة مرفقة بتعليقات مثل: "يكفّرون العالم وفي نهاية الشهر يطلبون المساعدة من اليهود والمسيحيين"، أو "لو كان الوضع معكوساً، فإن الفرنسيين كانوا سيدفعون الجزية".
وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذه الصورة بهذا السياق في العام 2014.
بعد ذلك بسنة، أعادت استخدامها نائبة فرنسيّة من حزب الجبهة الوطنيّة ذي التوجّهات اليمينيّة، في سياق التحذير من انتشار النقاب ومخالفة القوانين الفرنسية في هذا المجال.
في العام 2017، انتقل المنشور إلى اللغة العربية، في سياق الاستهزاء بمن يصفون الغرب بأنه "كافر"، على اعتبار أن الصورة تُظهر مسلمات منقبّات يحصلن على مستحقاتهن من الدولة الفرنسية.
أين التقطت الصورة؟
صحيح أن القوانين الفرنسية لا تميّز بين مواطنيها في الحقوق والواجبات، وأن المسلم الفرنسي يتقاضى مستحقاته من الدولة كأي مواطن، لكن هذه الصورة لا علاقة لها بكلّ ذلك.
أرشد التفتيش عن الصورة على محرّك غوغل إلى نسخة أخرى مطابقة منها، لكن لا توجد فيها لافتة مؤسسة الضمان الاجتماعي الفرنسي، بل تظهر في أعلى الصورة إلى اليمين عبارة "مركز شرطة" باللغة الإنكليزية.
من جهة أخرى، تثير لافتة توقّف الحافلات الظاهرة إلى يسار الصورة الاشتباه في أن تكون الصورة ملتقطة في لندن.
بجمع هذه العناصر المتوفرة، تمكن صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة الفرنسيّة من تحديد موقع التقاط الصورة بدقّة في وسط لندن.
وقد عمد مروّجو الخبر الكاذب إلى تركيب صورة لافتة الضمان الاجتماعي الفرنسي على الصورة الأصلية للإيحاء في أوساط مستخدمي مواقع التواصل في فرنسا أن مسلمات منقبات لا يحترمن قوانين فرنسا يستفدن من تقديمات الدولة، قبل أن يعيد مستخدمون عرب نشرها كدليل على تسامح الغرب.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا