هذه اللقطات لم تصوّر في فرنسا وأعمال العنف فيها لا علاقة لها بالمحجبات تحديدًا
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 3 نوفمبر 2020 الساعة 13:42
- اريخ التحديث 3 نوفمبر 2020 الساعة 16:01
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 5 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يجمع الفيديو لقطات عدة يبدو وكأنها مصوّرة بغالبيتها بواسطة كاميرات مراقبة، وتبدو في جميعها نساء يتعرّضن لأعمال عنف. ولا يمكن الحسم أن النساء جميعهنّ محجبات في الفيديو نظرًا لرداءة الصورة.
وجاء في التعليق المرافق "هذا ما تتعرّض إليه المحجّبات في فرنسا".
هذا ما يتعرض له المحجبات فى فرنسا
— ابو انس (@boanasahmed12) November 1, 2020
لعنة الله عليك يا ماكرون ومن والاك والسيسي وصهاينة العرب #مقاطعه_المنتجات_الفرنسيه5 pic.twitter.com/O4aqzpGuWl
حصد الفيديو عشرات آلاف المشاركات منذ ظهوره على مواقع التواصل الاجتماعي في 31 تشرين الأول/أكتوبر 2020.
ويتزامن نشره مع المستجدات التي طبعت فرنسا في الآونة الأخيرة على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد.
ففي 16 تشرين الأول/أكتوبر، أقدم شاب روسي شيشاني إسلامي متطرف على قطع رأس مدرّس التاريخ الفرنسي سامويل باتي قرب باريس بسبب عرضه على تلاميذه رسوماً تُظهر النبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.
وأثناء مراسم تكريم وطني للمدرّس، دافع ماكرون عن نشر هذه الرسوم باسم حرية التعبير. ومذاك انتشرت دعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية وحصلت تظاهرات منددة في دول إسلامية عدة.
وعقب قتل المدرّس وتصريحات ماكرون، شهدت مدينة نيس في جنوب شرق فرنسا الخميس الماضي اعتداءً على كنيسة نوتردام أسفر عن ثلاثة قتلى نفّذه شاب تونسي يدعى ابراهيم العيساوي ويبلغ 21 عاما.
لقطات لا علاقة لها بفرنسا ولا بالحجاب تحديدًا
لكن لا علاقة لهذا الفيديو بفرنسا، وأعمال العنف الظاهرة فيه لا تستهدف كلها نساء يرتدين الحجاب، وهذا ما يبيّنه تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة والتفتيش عنها بحسب كل مقطع مع إضافة الكلمات المفتاحية المناسبة.
وقد استخدم في هذا التفتيش محرّكا "Google images" و"Yandex" ، وجرى البحث لاحقاً عن الأحداث كلّ على حدة.
وفي ما يلي نتائج البحث والتحقيق بحسب كلّ لقطة.
اللقطة الأولى: دفع المرأة جانب الحافلة
ينتشر هذا المقطع منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2013، وقد عرضته مواقع إخبارية أميركية (1، 2) للحديث عن لعبة راجت في الولايات المتحدة أطلق عليها اسم "الضربة القاضية" أو "Knockout game"، يقوم خلالها شبان ومراهقون بالاعتداء على المارة دون علمهم بتسديد ضربة قوية توقعهم أرضًا.
وأدينت هذه اللعبة التي تسببت بإصابات بالغة إذ إنها لم تنطو سوى على العنف. وتداولت تداعياتها وسائل الإعلام على نطاق واسع.
اللقطة الثانية: تعرّض امرأة منقّبة للضرب أمام أطفالها
يبدو في اللقطة الثانية رجل يهجم على امرأة منقبة ويضربها أمام أطفالها على أنه أيضًا في فرنسا. وكان هذا المقطع قد انتشر قبل أشهرعلى مواقع تويتر وفيسبوك وإنستغرام، على أنه يُظهر تعرّض امرأة لاعتداء في جمهورية تترستان الروسيّة "لأنها ترتدي النقاب".
لكنّ المقطع في الحقيقة مجتزأ من تقرير يصوّر الاعتداء على عدد من النساء من بينهنّ نساء غير محجّبات، وقد أوقفت السلطات الفاعل وأقرّ أنه ارتكب أفعاله بداعي "كراهية النساء"، وقد نشر فريق تقصّي صحّة الأخبار تقريراً حول هذا الفيديو.
اللقطة الثالثة: اعتداء في مستشفى
تظهر في هذه اللقطة سيدة داخل قسم الطوارئ في مستشفى وهي تتحدث مع إحدى الموظفات، ثم يندفع نحوها رجل وينهال عليها بالضرب قبل أن يتدخل أمن المستشفى ويلقي القبض عليه.
يرشد البحث عن هذه اللقطة إليها منشورة منذ آذار/مارس 2018 في مقالات عرضتها مواقع إخبارية عربية (1، 2) وعالمية (1، 2، 3) للحديث عن تعرّض شابة محجبة للاعتداء في مستشفى في ميشيغن الأميركية.
ورفعت الفتاة دعوى قضائية ضد المستشفى وقالت آنذاك إن الهجوم قد يكون بدوافع دينية.
اللقطة الرابعة: رجل يعتدي على امرأة وسط الشارع
يظهر في هذا المشهد رجل يمارس أعمال عنف على امرأة وهي ممدة أرضًا وسط شارع.
أرشد البحث عن هذا المقطع إلى أنه منتشر منذ العام 2017 على الأقل مع عناوين باللغة التركية مفادها أن الرجل ينهال على المرأة ضربًا وسط الشارع. ومن الواضح أن الرجل لا يتكلّم بالفرنسية بل الألمانية.
اللقطة الخامسة: ركلة في الظهر
يظهر في المقطع شخصان يسيران داخل مبنى ثم يتوجّه رجل نحو المرأة ويركلها من الخلف فتقع أرضًا.
هذا الفيديو أيضًأ ليس من فرنسا وقد أرشد التفتيش إلى أنه منشور في العام 2016 عبر مواقع عربية وأجنبية تناولت الخبر على أنه عملية ركل مجهول لامرأة في مركز تسوق في هولندا.
المشهدان الأخيران: اعتداء على نساء محجبات في أستراليا
أمّا المشهدان الأخيران الملتقطان من زاويتين مختلفتين، يعودان لحادثة واحدة جرت في سيدني الأسترالية. فالتفتيش عنهما يرشد إلى مقالات تعود للعام 2019 نشرت في الصحف الأسترالية والعالمية تناولت حادثة اعتداء رجل عنصري على امرأة مسلمة محجبة حامل بالضرب بينما كانت تجلس مع رفيقاتها في مقهى في سيدني. واعتقل الرجل ووجهت له تهم الاعتداء والتسبب بضرر جسدي.
A heavily pregnant Muslim woman was brutally attacked, repeatedly punched and stomped in the head by a man in a #Sydney cafe.
— DOAM (@doamuslims) November 21, 2019
The Police say the attacker was screaming anti-#Islam slurs at the women who were all wearing head scarves.#Australia #Islamophobia #Parramatta #Hijab pic.twitter.com/PvuwBpFvos
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا