هذا الفيديو ملتقط عام 2011 في اليابان ولا يظهر انهيار سدّ في تركيا 

يتداول مستخدمون لموقع فيسبوك فيديو يدّعي ناشروه أنّه يظهر انهيار سدّ في تركيا. لكنّ المقطع ملتقط في الحقيقة عام 2011 ويظهر مشاهد من موجات المدّ البحري التي ضربت شمال شرق اليابان.

يظهر في الفيديو سيلٌ من المياه يتدفّق بين أبنية سكنيّة جارفاً في طريقه عشرات السيارات ومحطماً بعض البيوت الصغيرة. 

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 13 شباط / فبراير 2020 عن موقع فيسبوك

حظي المقطع بأكثر من أربعة آلاف مشاركة عبر هذه الصفحة فقط إضافة إلى آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى.

وجاء في النصّ المرافق له "انكسار سدّ في تركيا"، كما انتشر عبر موقعي يوتيوب وتويتر.

بدأ انتشار الفيديو، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بداية شهر نيسان/أبريل عام 2019 (2,1).

وجاء في أحد النصوص المرافقة له حديثاً "ما أكثر سدود تركيا التي أضرّت بسوريا والعراق..والآن انهار عليهم سدّ واحد ليتعظوا بما فعلوه بالعرب".

سدود تركيا 

خلال سنوات من الحروب المتتالية التي شهدها العراق، أقامت تركيا وإيران سدوداً على مصبات الأنهار المشتركة مع هذا البلد، ما أدى الى انخفاض حاد في منسوب المياه فيه وتسبب في تغيرات بيئية.

وانتهت تركيا عام 2019 من بناء "سد إليسو" في جنوب شرق البلاد على نهر دجلة لتوليد الكهرباء. ويشكل هذا السدّ الورشة الرئيسية في مشروع جنوب شرق الأناضول الرامي إلى تنشيط اقتصاد المنطقة التي تهملها أنقرة منذ فترة طويلة، ولا سيما على صعيدي الطاقة والري. 

ولاقى السدّ معارضة من السكّان والمسؤولين المحليين ومنظمات غير حكوميّة بسبب تهديده معالم تاريخيّة وومدنٍ اضطرت السلطات إلى نقلها برمّتها إلى مواقع جديدة. 

كما شكّل السد ضربة للزراعة في العراق تظهر تداعياتها على مختلف نواحي الحياة، ما أثار غضب العراقيين وقلق السلطات التي تواجه أصلاً مشاكل بسبب النقص المزمن في الطاقة الكهربائية.

تسونامي اليابان 

لكنّ المقطع المتداول لا يمتّ بصلة إلى السدود في تركيا. 

فبعد تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة، أرشد البحث عنها عبر محرّك Yandex إلى الفيديو نفسه منشوراً عبر يوتيوب على أنّه لمشاهد من موجات المدّ البحري (تسونامي) التي ضربت اليابان عام 2011 (2،1).

يتضمّن الفيديو المتداول شعار شبكة "بي بي سي" البريطانيّة، وأرشد البحث عبر محرّك غوغل باستخدام كلمات مفتاح "تسونامي اليابان BBC"، إلى الفيديو نفسه منشوراً عبر الحساب الرسميّ للشبكة على يوتيوب بتاريخ 17 آذار/مارس 2011.

وجاء في النصّ المرافق له "صور جديدة لتسونامي اليابان".

وضرب زلزال بقوة 9 درجات شمال شرق اليابان في 11 آذار/مارس 2011، تبعه تسونامي أسفر عن مقتل 18500 شخص. وأثارت تلك الكارثة الطبيعية حادثا نوويا في فوكوشيما.

 

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا