خطأ، السفير الفرنسي في تونس لم يتحدّث عن إمكانية تدخّل عسكري لحماية إنتاج النفط في الجنوب

تداول مستخدمون لمواقع التواصل باللغة العربية ولاسيّما في تونس خبراً عن إعلان السفير الفرنسي في هذا البلد "إمكانية جلب قوات عسكريّة فرنسيّة لتأمين سير إنتاج النفط في صحراء تونس". لكن هذا "التصريح" أو "البيان" لا أثر له في وسائل الإعلام أو صفحات الإنترنت ذات الصدقيّة، وقد نفت صحّته تماماً السفارة الفرنسية ومحطة إذاعة تونسية ذُكرت كمصدر في هذا المنشور الكاذب.

 

 جاء في المنشور "إمكانية جلب قوات عسكرية فرنسية لتأمين سير إنتاج النفط في صحراء تونس إن حدث أيّ شغب يوقف الإنتاج: هكذا كان تصريح سفير فرنسا".

وأضاف المنشور أن هذه المعلومات تستند على "بيان السفير الفرنسي"، ناسباً المصدر إلى إذاعة "شمس أف أم".

ينتشر هذا الخبر على موقعي تويتر وفيسبوك في تونس منذ أيار/مايو من العام 2019، مرفقاً بصور للسفير الفرنسي في تونس أوليفييه بوافر دارفور وصور لطائرات عسكريّة.

Image

صورة ملتقطة من الشاشة في 8 تموز/يوليو 2020 من موقع فيسبوك 

فرنسا وإنتاج النفط في جنوب تونس واحتجاجات محليّة

تنتج تونس في المتوسّط 38 إلى 40 ألف برميل من النفط يومياً، ويتركّز معظم الإنتاج في منطقة تطاوين حيث تعمل مجموعات "أو أم في" النمسوية و"إني" الإيطالية، و"أتوغ" البريطانية، بحسب وزارة الطاقة في تونس.

أما فرنسا فهي حاضرة في تونس من خلال شركة "بيرينكو" التي تعمل في مناطق عدّة من وسط تونس.

وفي الآونة الأخيرة، نصب محتجون خياماً في مناطق من ولاية تطاوين وأغلقوا الطريق أمام الشاحنات التابعة للشركات التي تستثمر في استخراج النفط والغاز.

ويطالب المحتجون منذ سنوات الحكومة التونسية بتوظيف عدد من العاطلين عن العمل من أبناء تلك المنطقة في الشركات النفطية.

لا أثر للتصريح

بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار الخبر المنسوب للسفير الفرنسي أول مرّة في التاسع والعشرين من أيار/مايو 2019. 

ومنذ ذلك الحين تتناقله صفحات وحسابات على مواقع التواصل من دون أن يكون له أي أثر في وسائل الإعلام أو المصادر الرسميّة أو الصفحات الموثوقة. 

وقد عاد المنشور للظهور في الآونة الأخيرة بالتزامن مع الموجة الجديدة من الاحتجاجات في الجنوب. 

ويذكر المنشور محطة "شمس أف أم" على أنها مصدر للخبر، لكن لا يمكن العثور على أي أثر له على موقع الإذاعة أو صفحتها على يوتيوب.

السفارة الفرنسية والإذاعة تنفيان

ونفت السفارة الفرنسية في تونس في اتصال مع وكالة فرانس برس صحّة هذا المنشور، وأكّدت أن السفير بوافر دافرور لم يأت على ذكر شيء من هذا القبيل.

من جهة أخرى، نفت رئاسة تحرير محطّة "شمس أف أم" لوكالة فرانس برس نقلها أي تصريح من هذا النوع.

ويبدو أن محرّك ظهور هذه الشائعة كان الجدل الذي أثير في تونس في أيار/مايو 2019 حول نقل ملحق أمنيّ من السفارة الفرنسيّة في طربلس إلى تونس.

وعادت الشائعة للظهور في الآونة الأخيرة بعد وقوع اضطرابات في جنوب تونس، حيث تعلو أصوات مطالبة باستفادة سكان المنطقة الغنيّة بالموارد النفطيّة، والمهمشّة في آن واحد، من الوظائف في قطاع النفط.  

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا