هذا الفيديو قديم ولا يصوّر اقتحام مسجد في باريس في الأيام الماضية 

بعد ساعات عن حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التصدّي للتطرّف الإسلامي مطلع الشهر الجاري، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه يُظهر اقتحام الشرطة الفرنسية لمسجدٍ في باريس في الأيام الماضية. لكن هذا الفيديو منشور في الحقيقة قبل ثلاث سنوات، وهو يصوّر إخلاء مسجد في عقار تابع للسلطات تنفيذاً لحكم قضائي، ولا علاقة له بما يجري في الأيام الأخيرة في فرنسا.

يُظهر الفيديو ما يبدو أنها مشادّة بين عناصر من الشرطة وأشخاص داخل مسجد، وجاء في التعليقات المرافقة له: "اليوم تمّ اقتحام مسجد كليشي الكبير في باريس وانهالوا بالضرب على المصلّين .. لقد تجاوزت السلطات الفرنسية الخطّ الأحمر (..) شاركوا الفيديو قبل الحذف ليرى العالم إجرامهم وإرهابهم".

وانتشر هذا الفيديو على نطاق واسع على مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب، حيث شاركه آلاف المستخدمين، وحصل المنشور من هذه الصفحة وحدها على 120 ألف مشاركة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 21 تشرين الأول/أكتوبر 2020 من موقع فيسبوك

وبحسب ما وقع عليه فريق فرانس برس، سبق أن ظهر هذا الخبر بهذه الصيغة في السابق، لكنه عاد وانتشر في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أي بعد أيام على حديث الرئيس الفرنسي عن "انعزاليّة إسلاميّة" وضرورة مكافحة التطرّف الإسلامي، وهي تصريحات جلبت له انتقادات من العالم الإسلامي، كما أن من شأنها أن تثير حفيظة اليسار الفرنسي الذي ينتقد ما يراه وصماً للمسلمين بالتطرّف لأسباب انتخابيّة.

وشهدت فرنسا في الأيام الماضية أحداثاً كبيرة ذات صلة. ففي السادس عشر من الشهر الحالي قطع لاجئ شيشاني متشدّد رأس مدرّس فرنسي لأنه أطلع طلابه على رسومات كاريكاتور عن النبيّ محمّد.

إثر ذلك، قررت السلطات الفرنسية إغلاق "مسجد بانتان الكبير" في ضاحية باريس لمدّة ستّة أشهر لاعتباره "ملتقى لحركات إسلامية متطرّفة"، بحسب السلطات.  

فيديو قديم

لكن هذا الفيديو لا علاقة له بكلّ هذه المستجدّات في فرنسا، بل هو قديم عمره ثلاث سنوات.

فقد أظهر البحث على موقع يوتيوب باستخدام كلمات مفتاح مثل "مسجد"، "شرطة"، "فرنسا"، أن الفيديو نفسه منشور قبل ثلاث سنوات على أنه يُظهر اقتحام الشرطة مسجد "كليشي".

وبحسب صحافيي مكتب وكالة فرانس برس في باريس، أخلت الشرطة الفرنسية بالفعل هذا المسجد في ضاحية العاصمة، وهو مقام في عقار مملوك للدولة، بهدف تحويله إلى مكتبة، وذلك بعد انتهاء عقد الإيجار.

وأثار القرار جدلاً واسعاً حينئذ، وتناولت وسائل الإعلام المحليّة هذه القضية وذكرت أن نحو خمسين شخصاً حاولوا منع الشرطة من تنفيذ القرار، كما تناولته وسائل إعلام عربية.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا