هذه الصور لا تظهر كنيسة مبنيّة من عظام المسلمين
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 20 يوليو 2020 الساعة 15:30
- اريخ التحديث 20 يوليو 2020 الساعة 15:40
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في صورة المنشور الأولى جدار من الجماجم المكدّسة فوق بعضها. أما في الصورة الثانية، فيبدو مذبح كنيسة أقيم من الجماجم، وكذلك الجدران المحيطة به.
وأرفقت بعض هذه المنشورات بصورة ثالثة يظهر فيها هيكل عظمي كامل معلّق على جدار مشيّد من الجماجم.
وجاء في التعليق المرافق "هذه كنيسة مبنية من عظام المسلمين الذين رفضوا اعتناق المسيحية في الأندلس والكنيسة موجودة في البرتغال، أين رجال الأمة أين الذين يسمون أنفسهم مسلمين...".
وأضاف البعض في تعليقاتهم "ويهاجمون تركيا لإعادة آيا صوفيا مسجدًا".
بدأ تداول هذا المنشور في 14 تموز/يوليو أي بعد بضعة أيام على إعلان تركيا فتح كنيسة آيا صوفيا أمام المسلمين للصلاة في أعقاب إبطال محكمة تركية وضعها الحالي كمتحف. وحصد آلاف المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
آيا صوفيا من كنيسة إلى مسجد
شيد البيزنطيون كنيسة آيا صوفيا في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها. وأدرجت هذه التحفة المعمارية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعد من أهم الوجهات السياحية في إسطنبول.
بعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في العام 1453، حُوّلت الكنيسة إلى مسجد في العام نفسه. وفي العام 1935 حُوّلت إلى متحف بقرار من رئيس الجمهورية التركيّة الفتيّة حينذاك مصطفى كمال أتاتورك بهدف "إهدائها إلى الإنسانية".
وأثار القرار الأخير بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد انتقادات في الخارج خصوصاً من روسيا واليونان، وأعرب البابا فرنسيس عن "حزنه العميق" لهذا القرار. كما أثار القرار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل باللغة العربية.
كنيستان في البرتغال لم تشيدا من عظام المسلمين
إلا أن التفتيش عن صور المنشور يظهر أنها تعود لكنيستين في منطقتين مختلفتين في البرتغال ولم تجمع عظام المسلمين لبنائهما. في ما يلي التفاصيل:
كنيسة العظام في إيفورا
تعود هاتان الصورتان لكنيسة صغيرة في مدينة إيفورا البرتغاليّة يطلق عليها اسم "كنيسة العظام" (كابيلا دي أوسوس).
وشيدت الكنيسة الصغيرة عند مدخل كنيسة القديس فرنسيس التي بناها راهب فرنسيسكاني في أواخر القرن السادس عشر.
تاريخ الكنيسة معروف، ففي القرن السادس عشر احتلت المدافن مساحة كبيرة في مدينة إيفورا وتكدست فيها الجثث. حمل الأمر الرهبان على بناء كنيسة ونقل العظام إليها. وبدلا من دفن العظام رأى الرهبان من الأفضل عرضها، ليكون الموقع مكانًا روحيًا للتأمّل بزوال الحياة الأرضية، بحسب الموقع الرسمي للكنيسة.
ويُستقبل السياح من ذوي القلوب الشجاعة الذين يقصدون الكنيسة، بعبارة "نحن العظام ههنا، ننتظر عظامكم". وفي الداخل زينت الجدران والأرضية والسقف بالكامل بالعظام والجماجم.
"كنيسة العظام" في فارو
تعود صورة المنشور الثالثة لـ"كنيسة العظام" التابعة لكنيسة سيدة جبل الكرمل في فارو البرتغالية.
وهنا أيضًا، نقلت العظام من مقابر المدينة عام 1816 للإفساح لجثث جديدة.
لكن هذه العظام تعود إلى الرهبان الكرمليين الذين عاشوا في المنطقة. ووضعت جماجمهم على الجدران، ليبدو وكأنها تراقب الزوار الذين يقصدون الكنيسة.
في الخلاصة، لم تستخدم عظام العرب والمسلمين وجماجمهم لبناء هاتين الكنيستين. وسبق أن تحقّق فريق تقصي صحة الأخبار في فرانس برس من صورٍ مشابهة يدّعي ناشروها أنّها لكنيسة في فرنسا بنيت من عظام المسلمين لكنّها في الحقيقة تعود لأكبر مقبرة في العالم تضم عظام فرنسيين.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا