هاتان الصورتان قديمتان ولا علاقة لهما بالاحتجاجات في لبنان

تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان صورتان، الأولى لآثار ضرب  على ظهر رجل والأخرى لعنصر أمني يضع قدمه فوق رأس امرأة ممدّة على الأرض، على أنهما توثّقان عنف القوى الأمنية في لبنان أثناء احتجاجات جرت في بيروت قبل أيام، غير أن الصورتين قديمتان ولا علاقة لهما بالاحتجاجات اللبنانية.

 

يبدو في الصورة الأولى رجل منحنٍ وقد رفع قميصه لتظهر آثار ضرب مبرّح ودماء على ظهره. وكُتب في التعليق المرافق للصورة "أحزاب السلطة (..) يصرّون على كسر الثورة بالقوة باستعمال الجيش الذي أصبح جيش السلطة".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 شباط/ فبراير 2020 عن موقع فيسبوك

أما الصورة الثانية فتبيّن سيّدة ممدّدة على الأرض وتعابير الألم على وجهها وقد وضع عنصر أمني رجله المحميّة بدرع واقية على وجهها في حركة توحي بأنه يمنعها من الحراك.

وعلّق ناشرو هذه الصورة بالقول "الجنّة تحت أقدام الأمهات وأمهات لبنان تحت أقدام قوى الظلام… نعم إن هذا ما يحصل في بيروت #مدينة الشرائع".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 شباط/ فبراير 2020 عن موقع فيسبوك
 

حصدت الصورتان مئات المشاركات (1، 2، 3…) على موقع فيسبوك بعد بدء انتشارها في الحادي عشر من شباط/ فبراير 2020 يومَ منح البرلمان اللبناني الثقة للحكومة الجديدة رغم احتجاجات متظاهرين اندلعت مواجهات بينهم وبين القوى الأمنية.

هيومان راتس ووتش: "قوّة مفرطة"

يشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 تظاهرات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية التي يتهمها المحتجون بالفشل في إدارة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة. 

وفرضت القوى الأمنية والجيش في 11 شباط/ فبراير 2020 طوقاً أمنياً في محيط مقر البرلمان، وأغلقت طرقا عدة بالحواجز الإسمنتية الضخمة لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى المجلس النيابي.

وتجمع المتظاهرون باكرًا في شوارع عدة مؤدية إلى المجلس  رافعين لافتات كُتب عليها "لا ثقة".

واندلعت مواجهات استمرت ساعات بينهم وبين القوى الأمنية التي رُشقت بالحجارة فردّت باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني عن معالجة 328 شخصاً في المكان جراء التعرض للغاز المسيل للدموع واصابات أخرى، كما نُقل 45 شخصاً إلى المستشفيات.

ودانت منظمة هيومن رايتس ووتش استخدام القوى الأمنية "القوة المفرطة" ضد المتظاهرين.

حقيقة الصورتين

لكن الصورتين المتداولتين ليستا ملتقطتين في الأحداث الأخيرة في بيروت، ولا علاقة لهما بلبنان أصلاً، بحسب ما أظهر التفتيش عنهما على محرّكات البحث. 

فالصورة الأولى منشورة على موقع بولندي (mpolska24.pl) في آب/ أغسطس 2014 بعنوان "المحرقة المسيحية"، مرفقة بمقال عن فظاعة ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. (تحذير: الصور قاسية) وعلى الصورة علامة الموقع المائية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 شباط/ فبراير 2020 عن موقع mpolska24.pl

أما الصورة الثانية، فهي ملتقطة في بلجيكا في 26 أيار/مايو 2019 أثناء تظاهرات "السترات الصفراء" في بروكسل، وهي بعدسة فرانسيسكو سيكو مصوّر وكالة "أسوشييتد برس" .

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 13 شباط/ فبراير 2020 عن موقع وكالة AP

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا