هذا الرجل اعتدى على عدد من النساء في جمهورية تترستان الروسية منهن نساء غير محجّبات

تداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً على أنه يُظهر تعرّض امرأة لاعتداء من رجل في جمهورية تترستان الروسيّة "لأنها ترتدي النقاب". لكن المقطع في الحقيقة مجتزأ من تقرير يصوّر الاعتداء على عدد من النساء من بينهنّ نساء غير محجّبات، وقد أوقفت السلطات الفاعل وأقرّ أنه ارتكب أفعاله بداعي "كراهيّة النساء".

 تظهر في الفيديو سيدّة منقّبة تمشي مع أطفال في مكان عام، ثم يهاجمها رجل ركلاً وضرباً ويوقعها أرضاً.

وجاء في التعليقات المرافقة لهذا المقطع "اعتداء وحشي على امرأة مسلمة أمام أطفالها في روسيا لأنها ترتدي النقاب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 11 تموز/يوليو 2020 من موقع فيسبوك

وانتشر الفيديو بهذا السياق على مواقع تويتر وفيسبوك وإنستغرام، مع التأكيد على أن سبب استهداف السيّدة هو أنها منقّبة. وقد شاركه آلاف الأشخاص وشاهده عشرات الآلاف.

وأثار هذا المنشور غضباً بين عدد كبير من المستخدمين باللغة العربية. وذهب أحدهم إلى التعليق عليه "رحم الله زمن الرجال عندما صرخت مسلمة وا معتصماه، فجُيّشت الجيوش"، فيما كتب آخرون "ماذا لو اعتدى شاب عربي على إمرأة أميركية أو فرنسية أو إيطالية بهذه الوحشية ؟".

ونشرت وسائل إعلام وحسابات على مواقع التواصل بلغات عدّة المقطع أيضاً،  لكنها لم تقل إن سبب استهداف السيّدة هو النقاب.

وأشار البعض إلى أن المقطع مصوّر في جمهورية تترستان الروسية، ذات الغالبية المسلمة.

اعتداء على نساء محجّبات وغير محجّبات

لكن الحديث عن استهداف السيّدة بسبب كونها محجّبة أو منقّبة غير صحيح.

فقد أرشد التفتيش على محرّكات البحث باستخدام كلمات مفتاح باللغة الروسية مثل "اعتداء/سيدة/تترستان"، إلى تقارير تلفزيونيّة تصوّر حادثة الاعتداء على السيّدة المنقّبة، لكن التقارير تتضمّن أيضاً مشاهد اعتداء على نساء أخريات غير محجّبات. 

ومن بين هذه التقارير واحد اقتطع منه الفيديو المتداول، وقد عرضته قناة "روسيا تترستان" الحكومية، لكن ناشريه على مواقع التواصل حذفوا منه المشاهد التي تظهر الاعتداء على نساء غير محجّبات وأبقوا فقط على المقطع الذي يظهر الاعتداء على السيّدة المنقّبة.

وبحسب صحافيي وكالة فرانس برس في روسيا، أوقفت الشرطة المحليّة الشاب الظاهر في الفيديو، وهو في الثالثة والثلاثين من العمر، بتهمة "التعذيب أو ارتكاب أعمال عنف تسبّب ضرراً جسدياً أو نفسياً"، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى السجن سبع سنوات.

وفي الثامن من تموز/يوليو الجاري، أصدرت وزارة الداخلية بياناً جاء فيه "في مطلع شهر تموز/يوليو، تلقّت وزارة الداخلية ثلاثة تقارير من سكّان محلّيين عن اعتداءات جسديّة قام بها رجل مجهول".

وأوضح البيان أن البلاغات التي قُدّمت تحدّثت عن عدد من الاعتداءات طالت نساء بين الأول والثالث من الشهر.

وقال الشاب للشرطة إنه ارتكب هذه الأفعال بداعي "كراهية النساء".

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا