هذه ليست صورة معارض سياسي لنظام عمر البشير
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 7 مايو 2019 الساعة 13:18
- اريخ التحديث 7 مايو 2019 الساعة 13:35
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
-بماذا نحقق؟-
تتنشر هذه الصورة على مواقع التواصل باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، ويظهر فيها رجل في حالة متردّية ووهن شديد جالساً على الرمل في مكان مغلق.
ويقول ناشروها إنها لمعارض سوداني معتقل تحت الأرض منذ العام 1995، ومنهم من يقول من العام 2001.
ونشر مستخدمون الصورة ملصقة بأخرى لعسكريّ على أنه هو قبل اعتقاله، وقال أحد المستخدمين "هكذا هي النتائج عندما يكون الحكم قمعياً ومستبداً".
وذهب بعض المستخدمين والصفحات إلى تحديد أن مكان السجن هو في مدينة أم درمان السودانية.
وقال مستخدمون إن هذا الرجل هو العقيد إبراهيم شمس الدين الذي شغل منصب وزير الدفاع حتى العام 2001، وقد "عُثر عليه محتجزاً في قبو أسفل أحد الجوامع منذ عدة أيام".
وانتشرت هذه المعلومة الخطأ باللغات الأجنبية أيضاً، منها الفرنسية والإنكليزية.
-السياق العام-
يأتي انتشار هذه الصورة بعد بضعة أسابيع على الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير إثر احتجاجات شعبية امتدت لأشهر أنهت حكماً استبدادياً استمرّ ثلاثين عاما.
ويُتّهم البشير بأنه صاحب سجلّ في انتهاك حقوق الإنسان، وأنه مسؤول عن جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وعمليات إبادة، وقد صدرت بحقّه مذكرتا توقيف من المحكمة الجنائية الدولية في العامين 2009 و2010.
-من هو إبراهيم شمس الدين؟-
شغل العقيد إبراهيم شمس الدين منصب وزير الدفاع في عهد عمر البشير وكان من المسؤولين المقرّبين إليه.
وقد توفي الأربعاء في الرابع من نيسان/ابريل 2001 في حادث تحطّم طائرة عسكرية مع عدد من المسؤولين.
بعد ذلك، تزوّج البشير من أرملة شمس الدين، وداد با باكر، لتصبح زوجته الثانية.
وقد عزّزت من انتشار هذه الصورة مقولة إن البشير سجن شمس الدين ليتزوّج من زوجته.
-عناصر مثيرة للشكّ-
تحمل الصورة المتداولة عناصر تثير الشكّ في أن تكون حقاً صورة لمعتقل سياسي.
فالصورة تتشابه إلى حدّ كبير مع الصور الواردة من المناطق المصابة بجفاف ومجاعات في إفريقيا.
إضافة إلى ذلك، لا يبدو أن الرجل جالس في سجن أو قبو، فالأرض رملية، والجدران تحمل ثقوباً تدخل منها الشمس، بما يوحي بأنها جدران خيمة قماشية.
-من هو هذا الرجل؟-
هذا الرجل ليس إبراهيم شمس الدين، وليس معارضاً سياسياً لنظام البشير، والصورة لم تُلتقط أصلاً في السودان.
سرعان ما تعرّف صحافيو مكتب نيروبي في وكالة فرانس برس على الصورة، فقد وردت مع صور أخرى في تقرير أعدّه قبل أيام فريق تقصّي صحّة الأخبار في كينيا عن الأخبار الكاذبة التي رافقت الحديث عن موجة الجفاف في شمال هذا البلد.
وقد التقط هذه الصورة المصوّر في شبكة "بي بي سي" رونكليف أوديت في منطقة توركانا في شمال كينيا.
وهنا الرابط عن هذا التقرير الذي يتضمّن الصوة نفسها.
إضافة إلى ذلك، يُظهر التفتيش على الصورة عبر محركات البحث، أو عن اسم الحملة الواردة في المقالات عن الجفاف في كينيا Wecannotignore# إلى صور ومقاطع للرجل نفسه.
-الخلاصة-
لا تعود هذه الصورة لمعارض سياسي سجنه الرئيس السوداني لمدة طويلة، بل هي صورة التقطها المصوّر رونكليف أوديت في كينيا في آذار/مارس 2019. بعد ذلك عمد مستخدمون وصفحات إلى نشرها على أنها لمعرض سياسي سوداني، وذلك بلغات عدة، الأمر الذي دفع المصوّر إلى التوضيح أن ذلك خبر كاذب وأنه هو من التقط هذه الصورة في توركانا في كينيا.
I personally took this photo in Turkana Kenya #FakeNews https://t.co/XQPIpoRVA6
— Roncliffe Odit (@RoncliffeOdit) May 3, 2019
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا