هذه الصور لصومالي حكم عليه بالقتل رجمًا بالحجارة بتهمة الزنى وليس بسبب اعتناقه الدين المسيحي

يظهر في الصور رجل مثبت في أرض ترابية ومن أمامه مجموعة رجال ملثمين يحملون حجارة استعدادًا لرجمه. 

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مجموعة صور يدّعي ناشروها أنها تظهر رجلاً  صوماليًا وهو يتعرّض للرجم بسبب اعتناقه الدين المسيحي. إلا أن الادعاء خطأ والرجل الصومالي هذا حكم عليه بالقتل رجمًا بالحجارة بعد أن وجهت إليه تهمة الزنى.

وعلق ناشرو الصور بالقول "اعتناق هذا الرجل للمسيحية كلّفه حياته".

وذهب الناشرون إلى سرد تفاصيل عن هذا الرجل: "محمد ابو كار ابراهيم ، شاب من الصومال في العقد الرابع من عمره، اعتنق المسيحية بعد دراسة وبحث قاداه إلى معرفة الربّ يسوع وأخذ يعيش حياته المسيحية بفرح وسلام، حتى وُشيَ به للسلطات الحاكمة".

وأَضاف المنشور "تمّ القبض عليه وأنزل حكم الردة عليه".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 16 حزيران/يونيو 2020 عبر موقع فيسبوك

استقطبت الصور كمًا هائلاً من تعليقات المستخدمين المتعاطفين مع الرجل، وانتشرت على نطاق واسع على موقع تويتر، كما شاركها من صفحة فيسبوك هذه وحدها أكثر من 13 ألف شخص منذ بدء تداولها في 13 حزيران/يونيو 2020. 

هل يُرجم المرتدّ؟

وفقاً للتفسيرات الصارمة للشريعة الإسلامية، يُحكم على من يخرج عن الإسلام بالقتل.

لكن المشهور أيضاً أن عقوبة القتل رجماً بالحجارة لا تطبّق في الفقه الإسلاميّ على المرتدّ، بل هي تطبّق فقط على الزاني المتزوّج أو الزانية المتزوّجة، علماً أن هذه العقوبة لا ذكر لها في القرآن.

حقيقة الصورة

أرشد التفتيش عبر محركات البحث على الإنترنت إلى الصور نفسها منشورة منذ العام 2009 ضمن مقالات تناولت وقتذاك رجم متمردين إسلاميين في الصومال رجلاً اسمه محمد أبو بكر إبراهيم، وهو الاسم نفسه الوارد في المنشور المضلّل.

على ضوء ذلك، أظهر التعمّق في البحث باستخدام كلمات مفتاح أنّ الصور التقطتها في 13 كانون الأول/ديسمبر 2009  مصورة وكالة أسوشيتد برس. وقد نشرتها الوكالة مرفقة بالتعليق "مجموعة من متمردي حزب الإسلام  الصومالي يرجمون محمد أبوكر ابراهيم، حتى الموت في أفقوي على بعد 30 كيلومتراً من العاصمة مقديشو في 13كانون الأول/ديسمبر. ووجهت محكمة إسلامية تهمة الزنى إلى ابراهيم…".

وبحسب صحافيي وكالة فرانس برس في مقديشو، أعدم متمردو الحزب الاسلامي في الصومال في ذلك اليوم، 13 كانون الأول/ديسمبر 2009، رجلين أمام أعين مئات الأشخاص بعد إدانة أحدهما بالقتل والآخر بالزنى.

ورجم عناصر من الحزب الإسلامي محمد أبو  بكر ابراهيم (48 عاما) بالحجارة حتى الموت لارتكابه الزنى وهو متزوج. أما الرجل الثاني، أحمد محمود أوال (61 عاما)، فقد أعدم رمياً بالرصاص لإدانته بارتكاب جريمة قتل.

واحتشد مئات الأشخاص في مكان تنفيذ الحكمين في أفقوي (نحو 20 كيلومتراً جنوب مقديشو) التي تعتبر معقلاً للحزب الإسلامي.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا