هذه المشاهد لا تُظهر البابا فرنسيس يقبّل يد أثرياء عائلة روتشيلد اليهوديّة بل ناجين من المحرقة النازيّة
- منشور قبل أكثر من سنة
- تاريخ النشر 1 يونيو 2020 الساعة 18:42
- اريخ التحديث 1 يونيو 2020 الساعة 19:23
- المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
- إعداد: خدمة تقصّي صحّة الأخبار باللغة العربيّة
حقوق النشر لوكالة فرانس برس 2017-2025: أي استخدام تجاري للمادة يتطلب اشتراكاً. اضغطوا هنا لمعرفة المزيد من التفاصيل
يظهر في هذا الفيديو البابا فرنسيس واقفاً أمام نار على مقربة منها أكليل ورد، ثم يتوجّه إلى عدد من الأشخاص من بينهم رجال يضعون القلنسوة (كاباه) ويصافحهم ويقبّل أيديهم. أما الصور المنتشرة فهي ملتقطة من الفيديو نفسه.
وانتشرت هذه الصور ومقطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وشاركها وشاهدها عشرات آلاف المستخدمين بين مواقع فيسبوك وتويتر ويوتيوب.
وحملت هذه المقاطع والصور تعليقات مثل "في الديانة المسيحية الكلّ يقبّل يديّ البابا إلا البابا فإنه يقبّل يد هذه العائلة، فمن هي هذه العائلة؟"، ليأتي الجواب بعد ذلك أنها عائلة روتشيلد اليهودية الثريّة.
ومن التعليقات المرفقة بهذه المقاطع والصور على مواقع التواصل "بابا الفاتيكان يحضر مراسم عزاء لعائلة روتشيلد ويقبّل أيدي جميع أفراد العائلة (..) عائلة روتشيلد هي أغنى عائلة في العالم وهم حكام أميركا وإسرائيل وجميع طوائف الماسونية في العالم".
وذهب بعض المستخدمين العرب إلى إعداد مقاطع مصوّرة لمناقشة هذا الفيديو مع الاستطراد في الحديث عن عائلة روتشيلد وغِناها الكبير وسلطتها وتفاصيل عنها لا تخلو من الخيال الواسع.
وبحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذه الصور والمشاهد في سياقات مشابهة منذ أواخر أيار/مايو من العام 2014.
ماذا جرى في أيار/مايو 2014؟
في الخامس والعشرين من أيار/مايو 2014، أي قبل أيام معدودات على بدء ظهور هذه المنشورات، استهلّ البابا فرنسيس زيارة إلى الأراضي المقدّسة جال فيها على القدس وبيت لحم.
وفي القدس، زار نصب محرقة اليهود الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم)، حيث أوقد شعلة النصب التذكاري ووضع إكليلاً من الزهور، بحسب صحافيي فرانس برس.
ووجّه البابا تحية إلى الناجين من المحرقة التي قتل فيها ستة مليون يهودي في المعسكرات النازية، وذلك بحضور الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحاخامات.
وعبّر البابا عن أسفه الشديد مما ارتُكب على يد النازيين، وقال "من أنت یا إنسان؟ لم أعد أعرفك. من أنت یا إنسان؟ من أصبحت؟ أیة فظاعة تمكّنت من فعلھا؟ من نقل إلیك ادعاء إقامة نفسك سیدًا على الخیر والشر؟ من أقنعك بأنك الله؟ فإنك لم تعذب وتقتل إخوتك فقط إنما قدمتھم ذبیحة لنفسك لأنك رفعت نفسك إلى مستوى لله".
وقبّل البابا أيدي ستّة من الناجين من المحرقة كانوا يحضرون الاحتفال.
ونقلت وكالة فرانس برس ذاك الحدث، ووزّعت صوراً له، منها صورة تتشابه تماماً مع الصور الواردة في المنشور المتداول على مواقع التواصل.
وبحسب مصوّر فرانس برس الذي التقط هذه الصورة، فهي تُظهر البابا فرنسيس مع ناجٍ من المحرقة اسمه أليعازر غرينفلد، ولا علاقة له بعائلة روتشيلد كما تدّعي المنشورات المضلّلة.
أما المقطع المتداول، فيمكن العثور عليه نفسه على الصفحة الرسمية لنصب "ياد فاشيم" على موقع يوتيوب.
وجاء في الشرح المرفق مع المقطع "زار البابا قاعة الذكرى حيث شارك في احتفال وكرّم ستّة من الناجين من المحرقة" النازية.
هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟
تواصلوا معنا