هذه ليست صوراً وفيديوهات لمئات الأشخاص يعتنقون الإسلام بعد مجرزة نيوزيلندا

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 22 مارس 2019 الساعة 15:15
  • اريخ التحديث 26 مارس 2019 الساعة 12:23
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 5 دقيقة
  • إعداد: جوزيت أبي تامر, ا ف ب الهند
تداول عشرات آلاف المستخدمين على موقع فيسبوك فيديو على أنّه لأشخاص (من بين مئات) اعتنقوا الإسلام في نيوزيلندا بعد مجزرة كرايست تشيرش. كما انتشرت في السياق نفسه صورة لثلاث فتيات محجّبات مرفقة بنصّ يوحي بأنّهن من بين مئات أشهروا إسلامهم في هذا البلد. لكنّ الفيديو في الحقيقة يعود إلى العام 2007 في ألمانيا، أمّا الصور فمنشورة قبل الحادثة بسنة على الأقل وفي سياقات مختلفة.

منذ ارتكاب المتطرّف الأسترالي برنتون تارانت مجزرة داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا موقعا خمسين قتيلا وعشرات الجرحى بتاريخ 15 آذار/ مارس 2019، تنتشر صور وفيديوهات مغلوطة عن الحادثة وتبعاتها حول العالم.

من هذه المنشورات المتداولة باللغة العربيّة فيديو يحمل عنوان "الله أكبر نيوزلندا 350 واحد دخلوا الإسلام بعد الحادث الى الآن الله أكبر" ونال، حتى إعداد هذا التقرير، أكثر من 20 ألف مشاركة و645 ألف مشاهدة على هذه الصفحة فقط، وآلاف المشاركات الموزّعة على صفحات أخرى.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 آذار/مارس 2019 تظهر المنشور المتداول على موقع فيسبوك

كما نال عشرات آلاف المشاركات باللغتين الانكليزيّة والفرنسيّة.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 آذار/مارس 2019 عن موقع فيسبوك تظهر الفيديو المتداول مع تعليق باللغة الانكليزيّة

فيديو يعود إلى العام 2007

وجد فريق تقصّي صحّة الأخبار باللغة الانكليزيّة في وكالة فرانس برس الفيديو نفسه منشوراً على يوتيوب منذ العام 2007 مرفقاً بتعليق باللغة الألمانيّة ترجمته: "خمسة أشخاص يعتنقون الإسلام".

وفي ما يلي مقارنة لقطتين من الشاشة: الأولى من المقطع القديم على يوتيوب والثانية من المقطع المنتشر حديثاً على فيسبوك.

Image
صورة ملتقطة من يوتيوب للفيديو الأقدم إلى جانب صورة ملتقطة من فيسبوك للفيديو المنشر حديثاً

في بداية الفيديو على موقع يوتيوب، تقول رسالة باللغة الألمانية "في أوبرهاوزن، في 23 حزيران/يونيو 2007، خمسة أشخاص يعتنقون الإسلام". وعند البحث عن مراسم مشابهة في أوبرهاوزن، يظهر الشيخ نفسه في فيديوهات أخرى.

عند البحث عن شخصيات مسلمة من مدينة أوبرهاوزن الألمانية وجد فريق فرانس برس أن الرجل الذي يظهر على أشرطة الفيديو هو بيار فوغل الذي يصف نفسه بأنه "أشهر واعظ ألماني" على صفحته الرسمية على فيسبوك.

في ما يلي لقطة من الشاشة تبيّن ظهور فوغل في الفيديو المنتشر حديثاً على فيسبوك والفيديو المنشور على يوتيوب عام 2007.

Image
إلى اليمين صورة ملتقطة من الفيديو المنشور على يوتيوب عام 2007 وإلى اليسار ملتقطة من الفيديو المنتشر حديثاً على فيسبوك

صور مضلّلة

وفي سياق الإدعاء نفسه حول اعتناق مئات الاشخاص الإسلام في نيوزيلندا بعد مجزرة كرايست تشيرش، انتشرت صورة تجمع ثلاث نساء يرتدين الحجاب مرفقة بنصّ يوحي بأنهن، ومن ضمن 400 شخص، اعتنقن الإسلام في نيوزيلندا في الأيام الماضية.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 آذار/مارس 2019 عن موقع فيسبوك

يحتوي المنشور هذا على ثلاث صور لنساء يرتدين الحجاب وقد تمت مشاركته أكثر من 14 ألف مرّة على هذه الصفحة وآلاف المرات على صفحات أخرى وباللغة الانكليزيّة أيضاً.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة بتاريخ 22 آذار/مارس 2019 عن موقع فيسبوك

الصورة الأولى

تبيّن لفريق تقصّي صحّة الأخبار باللغة الانكليزيّة في وكالة فرانس برس أن إحدى الصور التي تظهر فيها امرأة ترتدي حجاباً ونظارات، لم تلتقط في نيوزيلندا، بل ظهرت في مقال نشرته صحيفة Arkansas Democrat Gazette الأميركيّة في 15 شباط/فبراير 2016، عنوانه: "مسيحيّة من أركنساس تحظى بالاهتمام لارتدائها الحجاب".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة تظهر المقال على موقع الصحيفة

وجاء في النصّ التوضيحي المرافق للصورة: "نانسي آلن من كونواي تضع حجابًا دعماً للمسلمات ولحرية التديّن. وقالت ألن إنها لاقت ردود فعل إيجابية أكثر من تلك السلبية - تصوير كلفن غرين".

الصورة الثانية

أما الصورة الثانية المدرجة في المنشور، وهي لامرأة ترتدي الحجاب الكحليّ، فقد تبيّن أنها ظهرت على صفحات متعددّة على الإنترنت منذ كانون الثاني/ يناير 2018 على الأقل. وفي ما يلي لقطة شاشة لبعض النتائج من البحث عبر غوغل في 20 آذار/مارس 2019.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة تظهر نتائج البحث

الصورة الثالثة

باستخدام أسلوب البحث نفسه عبر غوغل، تبيّن أن الصورة الثالثة للمرأة التي ترتدي الحجاب الأسود قد ظهرت على الإنترنت منذ تموز/يوليو 2018 على الأقل. واستخدمت في منشور على فيسبوك بتاريخ 24 تموز/يوليو 2018.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة عن موقع فيسبوك تظر الصورة منشورة بتاريخ 24 تموز/يوليو 2018

تُظهر الصورة السيّدة المحجّبة تحمل مصحفاً كتب عليه بالإسبانية: "Del Noble Coran" (القرآن الكريم).

باستثناء الصور والفيديو لم تقدم أي من المنشورات المضللة أي دليل يدعم الادعاء بأن 350 شخصاً أو 400 اعتنقوا الإسلام في نيوزيلندا بعد الهجوم.

وقد تواصل مكتب وكالة فرانس برس في العاصمة النيوزيلندية ويلينغتون مع رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في نيوزيلندا مصطفى فاروق للسؤال عن أية معلومات تؤكّد هذا الإدعاء. وأوضح فاروق أنه "من الصعب الحصول على أرقام (أو تحديد أعداد) حول هذا الأمر على مستوى البلد كله".

كما قال رجل دين مسلم لمكتب وكالة فرانس برس في ويلينغتون "سمعنا بعض الحديث عن اعتناق عدد من الأشخاص للإسلام ... لكن من المُستبعد أن يكون ذلك جرى على نطاق واسع منذ حادثة إطلاق النار".

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا