هذه الصورة لمسعود أوزيل وهو يدوس على العلم الصينيّ مركّبة

حظيت صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر لاعب نادي أرسنال الإنكليزي لكرة القدم مسعود أوزيل وهو يدوس على العلم الصينيّ بآلاف المشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لكنّ الصورة في الحقيقة مركّبة ولا يظهر في النسخة الأصليّة منها أثرٌ للعلم الصيني.

يظهر النجم الألماني، وهو مسلم من أصل تركي، جالساً على كرسيّ وواضعاً رجله فوق العلمٍ الصينيّ. حظيت الصورة بأكثر من 11 ألف مشاركة عبر هذه الصفحة فقط، إضافة إلى آلاف المشاركات عبر صفحات أخرى،  وجاء في التعليق المرافق لها "رِجل علي الحاقدين والرجل الثانية على الصين".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 23 كانون الأول/ديسمبر 2019 من موقع فيسبوك

أوزيل والصين

في الثالث عشر من كانون الأول / ديسمبر انتقد نجم كرة القدم الألماني الصين على  تعاملها مع الأقليات المسلمة في إقليم شينجيانغ الواقع غرب البلاد.

وكتب تغريدة عبر حسابه على "تويتر" انتقد فيها تعامل الصين مع الأقليات المسلمة في الإقليم الواقع في غرب البلاد، وأيضا عدم تحرك الدول الإسلامية للدفاع عن الأويغور في وجه الانتهاكات التي يتعرضون لها.

وكتب أوزيل بالتركية "القرآن يُحرق... المساجد تُغلق... المدارس الإسلامية تُمنع... علماء الدين يُقتلون واحداً تلو الآخر... الإخوة يُرسَلون إلى المعسكرات". 

وأضاف "المسلمون صامتون. صوتهم ليس مسموعاً"، وذلك على صورة خلفيتها مساحة زرقاء عليها الهلال والنجمة، وهو ما يعتبره الانفصاليون الأويغور علماً لـ "تركستان الشرقية".

ودفعت تغريدة أوزيل بالقناة الرسمية الصينية "سي سي تي في" الأحد إلى إلغاء بث مباراة أرسنال ومانشستر سيتي ضمن الدوري الإنكليزي الممتاز في كرة القدم.

كما حذفت شركة صينية اللاعب من نسخة الهواتف النقالة من لعبة كرة قدم الكترونية في البلاد.

 

تنديد عالمي 

تواجه الصين انتقادات متزايدة عالمياً على خلفية الشبكة الواسعة من معسكرات إعادة التعليم في شينجيانغ، والتي تؤكد أنها مخصصة لـ"تدريب" السكان، بينما يرى منتقدوها ومنظمات حكومية أنها مخصصة للاحتجاز. ووصف محتجزون سابقون المنشآت في شينجيانغ بأنها معسكرات تلقين في إطار حملة لمحو ثقافة الأويغور وديانتهم.

وتتهم واشنطن ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان وخبراء، بكين بأنها تحتجز ما يصل الى مليون من المسلمين، من الأويغور خصوصاً، في معسكرات في الإقليم لإعادة تأهليهم سياسياً. وتنفي بكين هذا العدد، وتؤكد أن هذه المعسكرات ليست سوى مراكز للتأهيل المهني لمكافحة التطرف و"الإرهاب"، ولمساعدة السكان في العثور على وظائف. وتتهم الحكومة انفصاليين وجهاديين بالقيام بعمليات "إرهابية"، وفرضت إجراءات أمنية مشددة في الإقليم الواقع على الحدود مع باكستان وأفغانستان.


 

حقيقة الصورة

لكنّ الصورة المتداولة مركّبة، فقد أرشد البحث عبر محرّك "غوغل" إلى النسخة الأصليّة منها منشورة عبر مواقع إخباريّة عدّة (1,2,3). 

وتشير النصوص المرافقة لها إلى أنّ مصدرها هو حساب أوزيل عبر إنستغرام.

وقد أرشد البحث في منشورات الحساب الرسميّ للاعب أرسنال إلى الصورة منشورةً في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2019 ولا يظهر فيها أثرٌ للعلم الصينيّ، ما يؤكّد أنّه مركّب في الصورة المتداولة حديثاً. 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

M10??

A post shared by Mesut Özil (@m10_official) on

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا