هذا الفيديو يصوّر قفزًا بالمظلات من مروحية في روسيا عام 2018

أثار إرسال تركيا مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً بوجه قوات المشير خليفة حفتر المدعوم من مصر والسعودية والإمارات، ظهور فيديو على مواقع التواصل باللغة العربية قيل إنه يُظهر إلقاء طائرة تركيّة جثث مقاتلين سوريين قضوا في تلك المعارك. لكن الفيديو في الحقيقة يصوّر مظليّين يقفزون من مروحيّة في روسيا ولا علاقة له بالنزاع الليبي.

تظهر في الفيديو طائرة مروحيّة تحلّق على علوّ مرتفع، ثم يُقذف مِن داخلها ما يبدو أنه عدد كبير من الأشخاص.

وجاء في التعليقات المرافقة: "طائرة حربية تركية ألقت بالبحر مرتزقة سوريين كانت أرسلتهم إلى ليبيا ليقاتلوا باسمها هناك فقتلوا على يد الجيش الليبي".

وجمع هذا المنشور مئات المشاركات على مواقع التواصل باللغة العربية وشوهد الفيديو عشرات آلاف المرّات.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2020 من موقع فيسبوك

هل أرسلت تركيا مقاتلين سوريين إلى ليبيا؟

في 5 كانون الثاني/يناير 2020، أعلن الرئيس التركي بدء نشر عسكريين في ليبيا بعد موافقة البرلمان التركي على ذلك.

وفي شباط/فبراير، أكّدت تركيا إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني بوجه قوات المشير خليفة حفتر الرجل القويّ في الشرق الليبي، وذلك قبل أن يتوصّل طرفا النزاع إلى وقف لإطلاق النار في آب/أغسطس الماضي وينخرطا في مفاوضات سلام.

قفز حرّ بالمظلات

لكنّ الفيديو المتداول لا يُظهر إلقاء جثث مقاتلين سوريين من طائرة تركية.

فسرعان ما تعرّف صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار على هذا الفيديو، إذ سبق أن نشره مستخدمون في سياق مضلّل آخر قبل أشهر، وهو أنه يُظهر إلقاء جثث لمصابين بفيروس كورونا المستجدّ من طائرة في المكسيك.

وتبيّن في التقرير المفصّل الذي أعدّته خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس آنذاك أنه يصوّر قفزاً حرّاً بالمظلات نظّمه ناد روسي في منطقة كولومنا الواقعة على بعد مئة كيلومتر جنوب شرق موسكو. ولا علاقة له بالتالي بمقاتلين سوريين في ليبيا أو بضحايا لكوفيد 19 في المكسيك.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا