هذا الفيديو منشور قبل سنة على الأقلّ ولا علاقة له بالمعارك الدائرة حالياً بين أذربيجان وأرمينيا

تظهر في الفيديو عربة تحمل عدداَ من المقاتلين في منطقة جبليّة قاحلة، ثم تنفجر ويتطاير من كانوا على متنها.

بعد أيام على اندلاع أعنف المواجهات بين القوات الأرمنيّة والأذربيجانيّة في عقود حول إقليم قره باخ، واتهام تركيا بإرسال مقاتلين سوريين لدعم حليفتها أذربيجان، ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية فيديو قيل إنه يُظهر استهداف عربة تقلّ مقاتلين سوريين على خطّ الاشتباك. لكنّ هذا الفيديو منشور على الإنترنت قبل سنة على الأقلّ ولا علاقة له بما يجري حالياً في القوقاز.

وجاء في التعليقات المرافقة: "فيديو متداول عن لحظة استهداف مجموعة من المسلّحين السوريين المدعومين من تركيا في أذربيجان".

مواجهات في القوقاز

انتشر هذا المقطع على مواقع التواصل باللغة العربية، ثم انتشر أيضاً على مواقع إخباريّة عدّة (1,2,3

فيما تخوض القوات الأرمنيّة والأذربيجانية أعنف المواجهات في عقود حول إقليم قره باغ.

وتجدّد النزاع الأحد مع تبادل الجانبين إطلاق النار بكثافة، وتحدّثت تقارير عن مقتل العشرات.

Image

وتتهم أرمينيا تركيا بتقديم مساعدة عسكرية لأذربيجان، فيما تحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن إرسال تركيا في الأيام الماضية مقاتلين من سوريا لدعم الجيش الأذربيجاني.

وتنفي أذربيجان هذه الاتهامات، وتتهم أرمينيا في المقابل بجلب "مرتزقة من العرق الأرمني" من الشرق الأوسط.

فيديو قديم

ومهما يكن، فإن الفيديو المتداول لم يلتقط في الأيام القليلة الماضية في أذربيجان ولا علاقة له بالمعارك الدائرة هناك حالياً.

فقد أظهر تقطيع الفيديو إلى مشاهد ثابتة والتفتيش عنها في محرّكات البحث، أنه منشور قبل عام واحد على الأقلّ.

في البداية، عثر صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار على نسخة مشابهة للفيديو نفسه منشورة في تموز/يوليو الماضي.

وبحسب صحافيي فرانس برس الناطقين بالتركيّة، فإنّ العبارة المكتوبة على الفيديو هي باللغة الأذريّة التركيّة، ومعناها: "عربة عسكريّة كانت تقلّ العصابات الأرمنيّة".

وعُثر أيضاً على نسخة نشرت قبل أيام على موقع تويتر. لكن ناشرها، وهو صحافي أفغاني، قال إنها من العمليات التي نفّذتها حركة طالبان في أفغانستان.

ثم بعد ذلك، عثر صحافيو فرانس برس على هذه النسخة التي نشرها موقع أذربيجاني قبل شهرين.

ومن خلال تصفّح تعليقات المستخدمين تحت الفيديو، تبيّن أن معظم التعليقات تشكّك بأن يكون الفيديو مصوّراً في أذربيجان، وترجّح أن يكون في أفغانستان.

وبالفعل نشر أحد المستخدمين في التعليقات نسخة مطابقة من الفيديو منشورة على الإنترنت قبل عام.

وكذلك نشرت المقطع نفسه مواقع روسيّة في العام 2019 قائلة إنه مصوّر في أفغانستان.

ولم يتثبّت صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار من مكان تصوير الفيديو وتاريخه، لكن نشره في أواخر العام 2019 ينفي أن يكون مصوّراً في معارك الأيام الماضية في أذربيجان.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا