هذا المقطع لا يظهر سيطرة الحوثيين على مناطق في السعودية

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 14 يونيو 2019 الساعة 15:58
  • اريخ التحديث 1 يوليو 2019 الساعة 11:25
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 4 دقيقة
ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية مقطع مصوّر يدعي ناشروه أنه يظهر سيطرة المتمرّدين اليمنيين خلال الشهر الجاري على مناطق في نجران أو الخوبة السعودية وهروب السكان المدنيين، لكن ما يظهره في الحقيقة هو تفريق تظاهرة جرت عام 2014 في الكويت.


 

-بماذا نحقق؟-

يُظهر هذا المقطع الملتقط ليلاً أشخاصاً يهربون في كلّ الاتّجاهات وسط الدخان ودويّ أبواق قد تكون صفّارات إنذار أو سيّارات إسعاف أو شرطة، فيما يسمع صوت شخص يطلق نداء استغاثة "أوصلوا الأمر لكبار المسؤولين في المملكة… القصف علينا لم يتوقّف منذ أربع ساعات".

ونشر المقطع تحت عناوين تدّعي بأنه يصوّر اقتحام الحوثيين مدينة نجران أو مدينة الخوبة في المملكة السعودية، وهروب المواطنين.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك

وجمع آلاف المشاركات على صفحات مختلفة وشاهده مئات الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل باللغة العربية.

ونشر أيضاً على موقع يوتيوب.

 

-سياق نشر المقطع-

بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، بدأ انتشار هذا المقطع فجر السادس من حزيران/يونيو 2019. قبل ذلك بساعات، وتحديداً عند الرابعة من بعد ظهر الخامس من حزيران/يونيو، أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع السيطرة على عشرين موقعاً في منطقة نجران.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك


 

وكثيراً ما يعلن الحوثيون استهداف موقع في نجران القريبة من الحدود اليمنية، وأحياناً اقتحام مواقع حدودية.

ويشهد اليمن منذ العام 2014 حربا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في آذار/مارس 2015 مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري دعما للقوات الحكومية.

Image
خريطة تظهر موقع نجران والخوبة قرب الحدود السعودية مع اليمن

 

-عناصر مثيرة للشكّ-

لا توحي المشاهد في المقطع أن السكان يهربون من قصف أو اجتياح لمدينتهم، ففي حالات كهذه يختبئ المدنيون عادة في أماكن آمنة ويتجنّبون الخروج إلى الشوارع في ظلّ القصف أو الاشتباكات.

إضافة إلى ذلك، يبدو الصوت المسموع في المقطع وكأنه مركّب عليه ولم يسجّل في مكان الحادثة، ولاسيما لأن حركة التصوير الثابتة لا تتسجم مع لهاث صاحب الصوت وكأنه يجري أو في حالة ذعر، عدا عن أنه من المستبعد أن يطلب مواطن من مشاهدي مقطع فيديو إبلاغ سلطات بلاده أن مدينته تتعرّض لقصف أو اجتياح منذ ساعات، وكأنها على غير علم بما يجري في إحدى مدنها.

 

-أين التقط هذا المقطع؟-

أرشدت تجزئة المقطع إلى صور ثابتة والتفتيش عنها باستخدام محرّكات البحث إلى المقطع نفسه منشوراً في العام 2014، ولكن على أنه لتفريق تظاهرة في الكويت في تلك السنة، لكنّ الخلفية الصوتية مختلفة.


 

وعُثر أيضاً على مقطع آخر بثّته قناة "اليوم" الكويتية المعارضة في العام 2014، فيه الكثير من العناصر المشابهة.

 

في الثانية الرابعة من المقطع الأول يظهر فتى ذو قميص أزرق وشعر كثيف أملس، يجري فيسقط أرضاً ثم ينهض ويواصل الجري فيما يُسمع صوت يبدو أنه يناديه "حمزة حمزة، تعال".

وفي الدقيقة الثانية من المقطع الثاني (الذي بثّه تلفزيون اليوم) يظهر الفتى نفسه من زاوية أخرى، ويُسمع الصوت نفسه الذي يبدو أنه يناديه "حمزة حمزة، تعال". ما يؤكّد أن المقطعين ملتقطان في نفس المكان والزمان.

 

-أين ظهر الخبر الخطأ أول مرّة؟-

بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار، بدأ مستخدمون سودانيون تداول هذا الفيديو فجر السادس من حزيران/يونيو الحالي على أنه أثناء سقوط نجران بعد انسحاب الجيش السوداني منها و"مخالفته للتعليمات".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 14 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك

والسودان شريك رئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض وأبوظبي ضدّ المتمرّدين الحوثيين في اليمن، ويقاتل آلاف الجنود السودانيين في صفوفه.

وتدعم السعودية المجلس العسكري السوداني الذي تولى الحكم بعد عزل الرئيس السابق عمر البشير في نيسان/ابريل، والذي يتعرض لانتقادات من المعارضة السودانية ومن الغرب لقمعه العنيف للتظاهرات الشعبية الجارية في البلد.

-الخلاصة-

بعد ظهر الخامس من حزيران/يونيو أعلن المتمردون الحوثيون السيطرة على مواقع في السعودية. بعد ذلك بساعات، تداول مستخدمون سودانيون مقطعاً لتفريق تظاهرات في الكويت عام 2014 على أنه يصور سيطرة الحوثيين على نجران أو الخوبة. ثم انتشر المقطع بهذا السياق بين عشرات آلاف المستخدمين لمواقع التواصل، ولاسيما بين الصفحات المعارضة للمملكة السعودية.

 

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا