هذا المقطع لا يصوّر آخر لحظات محمد مرسي في المحكمة

  • منشور قبل أكثر من سنة
  • تاريخ النشر 24 يونيو 2019 الساعة 16:30
  • اريخ التحديث 24 يونيو 2019 الساعة 20:41
  • المدة اللازمة لقراءة المقال: 3 دقيقة
حظي مقطع مصوّر منشور على مواقع التواصل باللغة العربية على أنه لآخر لحظات الرئيس المصري المعزول محمد مرسي قبل وفاته في المحكمة، بملايين المشاهدات وعشرات آلاف المشاركات، لكنه في الحقيقة يعود إلى العام 2015 أما الصوت المسموع فيه فهو مقتطع من كلمة ألقاها في السودان عام 2013.

 

-بماذا نحقق؟-

يظهر في هذا المقطع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي في قفص المحكمة، والقاضي محمد شرين فهمي ينصت إليه. ويُسمع صوت مرسي وهو يتلو آيات من القرآن تحثّ على الصبر وعدم الخوف إلا من الله.

بعد ذلك، يقول مرسي "هذا نداء الله لنا جميعاً ألا نخشى إلا الله، وألا نعود إلى الوراء…. وأن نقول ونردّد دائماً: حسبنا الله ونعم الوكيل".

ويضيف "جئنا برسالة سلام إلى هذا العالم، ولا نريد حرباً ولا عدواناً وإنما نريد للناس خيراً".

حصد هذا المقطع على صفحة "برا الدنيا" وحدها أكثر من مليونين و500 ألف مشاهدة وأكثر من 37 ألف مشاركة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

ونُشر تحت عنوان "اللحظات الأخيرة للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي قبل وفاته...إنا لله وإنا إليه راجعون".

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 24 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك

 

وأثار هذا المقطع سيلاً من التعليقات المتعاطفة مع مرسي.

Image
صورة ملتقطة من الشاشة في 24 حزيران/يونيو 2019 من موقع فيسبوك

 

ونشرت نسخ من المقطع نفسه على موقع يوتيوب.

 

-سياق نشر المقطع-

توفي مرسي الذي كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، عن 67 عاما بعد ظهر الإثنين في قاعة محكمة داخل معهد أمناء الشرطة في مجمع سجون طرة بجنوب القاهرة حيث كان يحاكم.

وكان مرسي انتخب رئيسا في 2012 في أعقاب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

ولكن بعد تظاهرات كبيرة طالبت برحيله، أطاح به الجيش الذي كان يقوده آنذاك الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في الثالث من تموز/يوليو 2013.

وفي آب/أغسطس من العام نفسه، فضت قوات الأمن المصرية بالقوة اعتصاما لأنصاره في القاهرة، ما أدى الى مقتل أكثر من 700 شخص.

وشنت السلطات عقب ذلك حملة قمع على جماعة الإخوان المسلمين التي صنفت "إرهابية" وسجن وحوكم الآلاف من أعضائها.

وبعد وفاة مرسي، طالب المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة روبرت كولفيل بإجراء "تحقيق سريع وحيادي وشامل وشفاف من جانب هيئة مستقلة لتوضيح سبب الوفاة"، وهو تصريح أثار حفيظة الخارجية المصرية.

 

-عناصر مثيرة للشكّ-

ينطوي هذا الفيديو عناصر عدّة تثير الشكّ في صحّته منها:

-يتكرّر في الدقيقتين الأوليين من المقطع المشهد الذي يظهر فيه القاضي أولاً وهيئة المحكمة ثم تتحرّك الكاميرا باتجاه مرسي في قفص الاتهام. على الرغم من تكرار المشهد، لا يتكرّر الصوت بل يتواصل، في ما يدلّ على أن الصوت مركّب على الصورة.

-في ختام عدد من العبارات، يُسمع صوت هتافات، مثلما هو الحال في الثانية الثلاثين، وهو ما يُستبعد أن يكون جرى فعلاً في محاكمة مرسي. وكذلك في الدقيقة الثانية حين يقول "لا نريد حرباً ولا عدواناً".

 

-ما حقيقة الفيديو؟-

من خلال البحث في المقاطع المصوّرة المنشورة عن جلسات محاكمة محمد مرسي، تبيّن أن هذا المقطع يعود في الحقيقة إلى جلسة عقدت في العام 2015، ويمكن ملاحظة التشابه التام في المشاهد اعتباراً من الدقيقة 14 والثانية العشرين.

والكلام الذي قاله مرسي في هذه الجلسة هو اعتراض قانوني على محاكمته ولا علاقة له بالصوت المرفق بالفيديو المنتشر حديثاً.

-أين قال مرسي كلمته الملصقة على المقطع إذاً؟-

أرشد البحث عن كلمات مفتاحية مما قاله مرسي في هذه الكلمة إلى خبر منشور في صحيفة اليوم السابع المصرية في العام 2013 عن كلمة ألقاها مرسي في مسجد في الخرطوم أثناء زيارته السودان.

وأجرى مرسي زيارة إلى السودان في العام 2013 والتقى الرئيس (آنذاك) عمر البشير وشخصيات أخرى، وقد ألقى بالفعل كلمة في مسجد النور في العاصمة السودانية أمكن العثور على مقاطع مصوّرة لها منشورة على موقع يوتيوب.

-خلاصة-

في السابع عشر من حزيران/يونيو الحالي توفّي الرئيس المصري السابق محمد مرسي أثناء جلسة محاكمته. في اليوم نفسه عمد مستخدمون إلى نشر مقطع يصوّر جلسة جرت في العام 2015 بعدما ألصق عليها تسجيل صوتي يعود إلى العام 2013، على أنه فيديو للحظات الأخيرة لمرسي قبل وفاته.

هل لديكم أي شك حول صحة معلومة أو اقتباس أو صورة؟

تواصلوا معنا