هذه الصورة للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز يقبّل امرأة مركّبة

 

-بماذا نحقق؟-

تنتشر على مواقع التواصل صورة تُظهر الملك عبد الله بن عبد العزيز معانقاً امرأة ترتدي ثوباً ضيًقاً بلا أكمام، ويقبّلها وهي تُغمض عينيها.

وشارك آلاف المستخدمين هذه الصورة من صفحات وحسابات عدّة، اعتباراً من العام 2017، بحسب ما وقع عليه فريق تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس.

وقد أثارت تعليقات هاجمت الملك الراحل والعائلة المالكة واتهمتهم بالفساد.

وما زال تداولها مستمراً حتى تاريخ إعداد هذا التقرير.

 

-السياق العام لنشر الصورة-

يأتي تداول هذه الصورة في وقت تتعرض المملكة السعودية لانتقادات من بعض الأوساط المحافظة في العالم العربي بسبب السياسة الرامية لتقديم صورة أكثر انفتاحاً وتحرّراً، وذلك منذ تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصب ولي العهد في العام 2017. وقد أجرت المملكة تغييرات اجتماعية وإصلاحات اقتصادية أبرزها رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات وفتح دور للسينما العام الماضي بعد 35 عاما على غيابها، كما أنها باتت تستضيف حفلات لموسيقيين وفرق من العالم العربي والعالم.

من جهة أخرى، تتعرّض الرياض لانتقادات تتعلّق بسياساتها الخارجية وأيضاً الحكم بقبضة من حديد وعدم التسامح مع الأصوات المعارضة سواء في الداخل أو في الخارج.

 

-عناصر مثيرة للشكّ-

تحمل الصورة بعض العناصر التي تثير الشكّ في أن تكون صحيحة.

ومن ذلك وجود ما يوحي بأنها مركّبة من صورتين، فالتصاق الوجهين لا يبدو حقيقياً (في الدائرة الحمراء)، ويد الملك على وجه المرأة تبدو معدّلة (الدائرة الزرقاء)، فيما يد المرأة اليمنى تبدو في شكل غير مقنع أيضاً، إذ تبدو كأنها تستند إلى شيء ما غير موجود (الدائرة الصفراء).

وقد تنبّه بعض المستخدمين إلى إمكانيّة أن تكون الصورة مركّبة، ومنهم من أضاف أنه من غير الممكن أن يقدم مسؤول رفيع في دولة محافظة على تقبيل امرأة على هذا النحو في العلن.

-حقيقة الصورة-

إزاء ذلك، عمد فريق تقصّي صحّة الأخبار في فرانس برس إلى التفتيش عن الصورة عبر محرّكات البحث، وأرشد ذلك مباشرة إلى الصورة التالية:

وتبيّن أن الصورة منشورة في صحف سعودية، منها الرياض والجزيرة.

ونشرت صور مشابهة  على أنها من زيارة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلى القصيم، ويظهر فيها إلى جانب الفتاة الصغيرة نفسها.

ولدى البحث عن هذه الزيارة، التي جرت في العام 2006، أمكن العثور على هذا المقطع الذي تظهر فيه تحديداً لحظة تقبيل الملك الراحل للفتاة، وهي ابنة أحد "شهداء الواجب" بحسب وسائل الإعلام السعودية.

وقد عُدّلت الصورة المنتشرة على الإنترنت بحيث حُذفت منها صورة الفتاة الصغيرة وألصقت مكانها صورة المرأة.